فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟ ".
فَقَالُوا: نَفْضَحُهُمْ ويُجْلَدُونَ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ سَلَامٍ -رضي اللَّه عنه- وهُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: كَذَبْتُمْ، إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ، فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فنَشَرُوهَا، فَوَضَعَ أحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا.
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ سَلَامٍ -رضي اللَّه عنه-: ارْفَعْ يَدَكَ فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ.
قَالوا: صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ، فِيهَا آيَة الرَجْمِ، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فرجِمَا (١).
وفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، والإِمَامُ أَحْمَدُ فِي المُسْنَدِ مِنْ حَدِيثِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِيَهُودِي مُحَمَّمٍ (٢) مَجْلُودٍ، فَدَعَاهُمْ، فَقَالَ: "أَهَكَذَا تَجدُونَ حَدَّ الزِّنَى فِي كِتَابِكُمْ؟ ".
فَقَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَدَعَا رَجُلًا مِنْ عُلَمَائِهِمْ، فَقَالَ:
"أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ الذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، أَهَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزِّنَى فِي كِتَابِكُمْ؟ ".
(١) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الحدود - باب أحكام أهل الذمة - رقم الحديث (٦٨٤١) - ومسلم في صحيحه - كتاب الحدود - باب رجم اليهود "أهل الذّمة في الزنى" - رقم الحديث (١٦٩٩).
(٢) مُحَمَّمٌ: أي مُسَوَّدُ الوجهِ، من الحُمَمَةِ: وهي الفَحْمَة. انظر النهاية (١/ ٤٢٧).