أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يقول الله تعالى: أنا عند حسن ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرّب إليّ شبرًا تقرّبت إليه ذراعًا، وإن تقرّب إليّ ذراعًا تقرّبت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" (١).
قال النوويّ: وأما صاحب التحرير فإنه اختار إثبات الرؤية، قال:
والحجج في هذه المسألة وإن كانت كثيرة، ولكنا لا نتمسك إلا بالأقوى منها، وهو حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
أتعجبون أن تكون الخلّة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد - صلى الله عليه وسلم -!
وعن عكرمة، سئل ابن عباس رضي الله عنهما: هل رأى محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ربّه؟ قال: نعم، وقد روي بإسناد لا بأس به، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس - رضي الله عنه -:
رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - ربه!
وكان الحسن يحلف: لقد رأى محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ربّه!
(١) البخاري: ٩٧ - التوحيد (٧٤٠٥)، وانظر (٧٥٠٥، ٧٥٣٧)، وخلق أفعال العباد (٥٥)، ومسلم (٢٦٧٥)، وأحمد: ٢: ٢٥١، ٤١٣، ٤٨٠، ٥١٦، ٥١٧، ٥٢٤، ٥٣٤، والترمذي (٣٦٠٣)، وابن ماجه (٣٨٢٢)، والنسائيّ: الكبرى (٧٧٣٠)، وابن خزيمة: التوحيد: ٦، ٧، وابن حبّان (٨١١، ٨١٢)، وأبو نعيم: الحلية: ٩: ٢٦ - ٢٧، والبغويّ (١٢٥١).