عينيه، ثم هزّ الراية ثلاثا فأعطاه، فجاء بصفية بنت حييّ، وبعثه يقرأ براءة على قريش، وقال: «لا يذهب إلّا رجل منّي وأنا منه» «١» .
وقال لبني عمه: «أيّكم يواليني في الدّنيا والآخرة؟» فأبوا، فقال علي: أنا. فقال: «إنّه وليي «٢» في الدّنيا والآخرة» . وأخذ رداءه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين، وقال:
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ الأحزاب ٣٣ .
ولبس ثوبه، ونام مكانه، وكان المشركون قصدوا قتل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فلما أصبحوا رأوه، فقالوا: أين صاحبك؟
وقال له في غزوة تبوك: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّك لست بنبيّ» ، أي لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي. وقال له: «أنت وليّ كلّ مؤمن من بعدي» .
وسدّ الأبواب إلا باب علي، فيدخل المسجد جنبا، وهو طريقه، ليس له طريق غيره.
وقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» .
وأخبر اللَّه أنه رضي عن أصحاب الشجرة، فهل حدثنا أنه سخط عليهم بعد.
وقال صلى اللَّه عليه وسلّم: «يا عمر، ما يدريك أنّ اللَّه اطّلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم» «٣» .
وقال يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن سعيد بن المسيب: كان عمر يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو حسن.
وقال سعيد بن جبير: كان ابن عباس يقول: إذا جاءنا الثبت- عن علي- لم نعدل به.
وقال وهب بن عبد اللَّه عن أبي الطّفيل: كان علي يقول: سلوني سلوني، وسلوني عن كتاب اللَّه تعالى، فو اللَّه ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار.
(١) أخرجه ابن ماجة في السنن ١/ ٤٣، المقدمة باب فضل علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه حديث رقم ١١٤. وأورده الهيثمي في الزوائد ٩/ ١٢٢، عن ابن عباس وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة وفيه لين..
(٢) في أ: أنت وليي..
(٣) أخرجه البخاري في الصحيح ٥/ ٩٩، كتاب المغازي باب فضل من شهد بدرا. ومسلم في الصحيح ٤/ ١٩٤١ كتاب فضائل الصحابة (٤٤) باب فضائل أهل بدر رضي اللَّه عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة حديث رقم (١٦١/ ٢٤٩٤) . والترمذي في السنن ٥/ ٣٨١، عن علي بن أبي طالب ... الحديث. كتاب تفسير القرآن (٤٨) باب ومن سورة الممتحنة (٦٠) حديث رقم ٣٣٠٥، وأبو داود في السنن ٢/ ٥٤ كتاب الجهاد باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلما حديث رقم ٢٦٥٠، وأحمد في المسند ١/ ٧٩- ٨٠. وابن أبي شيبة في المصنف ١٢/ ١٥٥، والبيهقي في السنن الكبرى ٩/ ١٤٦، وأورده السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٠٣، ٢٠٤. والهيثمي في الزوائد ٩/ ٣٠٦.