يكرمه ويرفع مجلسه، فأمرني مالك أن أكتب منه حديثا يحدث به، وأن أعرضه عليه، فأملى عليّ، قال: حدثني أبي عطية بن حماس، قال: سمعت جدي نجبة بن حمار يحدث عن جده يناق، قال: كنت أرعى إبلا لأهلي في بادية لنا، فجاءنا كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن أسلموا، فأبى قومي، فأرسل إليهم من صالحيهم، ثم جاءتنا وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فحمل قومي إلى أبي بكر ما كانوا يحملونه، فسألت قومي أن يحملوني معهم إلى عمر، فأبوا حتى غلبني بعضهم على إبل لي، فخرجت على راحلة لي نحو المدينة ... فذكر قصة طويلة، فيها قتل عمر، قال: فدخلت المدينة، فذكر اجتماعه بهم في داره وهو في الموت ... الحديث بطوله.
قال حبيب: فجئت إلى مالك فقرأه، وقال: حدثني نحو هذا نافع، عن ابن عمر.
قال: ثم جاء الشيخ إلى مالك فأكرمه فحدث في مجلسه بالحديث، ثم حدثهم بقصة اختلاف علي مع ابن عمر في أم كلثوم بنت علي بن نعيم، حتى اتفقوا على أنها تقيم عند حفصة بنت عمر إلى آخره.
قال الدّار الدّارقطنيّ: تفرد به حبيب عن صدقة، وعن مالك، وقال بعد ذلك: حبيب ضعيف عند أهل الحديث.
القسم الرابع فيمن ذكر في كتب الصحابة غلطا
الياء بعدها الحاء
٩٤٤٨- يحيى بن سعيد
بن العاص «١» .
تابعي وسط. وقال أبو موسى في الذيل: ذكر أبو داود في السنن عن الشعبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد- يعني الأنصاري، عن القاسم بن محمد، وسليمان بن يسار- أنهما سمعاهما يقولان: إن يحيى بن سعيد بن العاص طلق بنت عبد الرحمن البتة فانتقلها عبد الرحمن، فأرسلت عائشة إلى مروان وهو أمير المدينة، فقالت: اتقوا اللَّه وردّوا المرأة إلى بيتها ... الحديث.
قال ابن الأثير: يحيى هذا هو أخو عمرو بن سعيد الأشدق، وليست لهما صحبة ولا
(١) ميزان الاعتدال ٤/ ٣٨٠، تهذيب التهذيب ١١/ ٢١٥، تقريب التهذيب ٢/ ٣٤٨، الطبقات الكبرى لابن سعد ٥/ ٢٣٨، التاريخ لابن معين ٢/ ٦٤٤، الطبقات لخليفة ٢٤١، التاريخ الكبير ٨/ ٢٧٥، الجرح والتعديل ٩/ ١٤٩، الكاشف ٣/ ٢٢٥، تاريخ الإسلام ٣/ ٥٠١، أسد الغابة ت (٥٥١٣) .