لما حفر النبيّ- صلّى اللَّه عليه وسلم- الخندق قسم الناس،. فكان يعمل معهم، وكان فيهم رجل يقال له جعيل، فسماه عمرا فارتجز بعضهم:
سمّاه من بعد جعيل عمرا ... وكان للبائس يوما ظهرا (١)
الرجز ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إذا قالوا عمرا، قال: عمرا، وإذا قالوا ظهرا قال: ظهرا.
الجيم بعدها الفاء
١١٧٧- جفشيش (٢) بن النّعمان الكندي
- كذا سمى ابن مندة أباه، وقال: يقال اسمه معدان، يكنى أبا الخير، ويقال جرير بن معدان، ووقع في بعض الروايات خفشيش- بالخاء المعجمة، وكذا قال أبو عمر: إنه قيل فيه بالجيم والمعجمة، وزاد أنه قيل فيه بالمهملة أيضا، وذكر بكسر أوله وضمه.
وقال ابن الكلبيّ وابن سعد: اسمه معدان بن الأسود بن معديكرب بن ثمامة بن الأسود. وذكر أبو عمر بن عبد البرّ من طريق مجالد عن الشعبي، قال: قال الأشعث بن قيس: كان بين رجل منّا وبين رجل من الحضرميين يقال له الجفشيش- خصومة في أرض.
الحديث. وأصل الخبر في سنن أبي داود من رواية مسلم بن هيضم عن الأشعث، لكن لم يسم الجفشيش.
وأخرج أبو عمر من طريق ابن عون عن الشعبيّ عن جرير بن معدان- وكان يلقب الجفشيش- أنه خاصم رجلا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث.
قلت: وهذا ظاهره أنّ اسم الجفشيش جرير وأنه الصّحابي، وهو غريب.
ويمكن أن يكون الضمير في قوله: «وكان يلقب» لمعدان والد جرير، ويكون الخبر من رواية جرير عن أبيه، وأرسله جرير، وهذا أقرب عندي إلى الصواب.
وذكر أبو سعد النّيسابوريّ من طريق مسلمة بن محارب عن السّدّيّ عن أبي مالك عن ابن عباس، قال: قدم ملوك حضر موت ، فقدم وفد كندة فيهم الأشعث بن قيس فذكر القصّة، قال: وفي ذلك يقول الجفشيش، واسمه معدان بن الأسود الكنديّ:
جادت بنا العيس من أعراب ذي يمن ... تغور غورا بنا من بعد إنجاد
(١) ينظر البيت في الطبقات ٤/ ١٨١ وأسد الغابة ترجمة (٧٦٦) .
(٢) ١/ ٣٤٥، تجريد أسماء الصحابة ١/ ٨٦، الجرح والتعديل ٢/ ٢٢٨٢، أسد الغابة ت ٧٦٧ .