وقال: كان غزلا صاحب نساء يحدّثهن ويضحكهن ويمازحهن، فكنّ يجتمعن عنده فيأخذ المرأة فيعقلها، ثم يأمرها أن تمشي فتعثر فتقع، فتنكشف فيتضاحكن من ذلك، فبلغ ذلك بقيلة الأشجعي- وكان غازيا في زمن عمر- فكتب إليه:
ألا بلّغ أبا حفص رسولا ... فدّى لك من أخي ثقة إزاري
قلائصنا هداك اللَّه إنّا ... شغلنا عنكم زمن الحصار
لمن قلص تركن معقّلات ... قفا سلع بمختلف الشّجار
قلائص من بني كعب بن عمرو ... وأسلم أو جهينة أو غفار
يعقّلهنّ أبيض شيظمي ... وبئس معقّل الذّود الخيار (١)
الوافر قال: فأرسل عمر إلى جعدة فنفاه.
والقصّة مشهورة وقد رويت لغيره فاللَّه أعلم.
وقرأت في تاريخ ابن عساكر من طريق جعفر بن خنزابة بإسناد له إلى الأصمعيّ.
حدّثنا أبو عمرو بن العلاء، قال: كان بالمدينة رجل من بني سليم يقال له جعدة، وكان يتحدّث إليه النّساء بظهر المدينة، فيأخذ المرأة فيعقلها، ويقول: إن الحصان يثب في العقال، فإذا وثبت سقطت فتنكشف، فبلغ ذلك قوما في بعض المغازي، فكتب رجل منهم إلى عمر، فذكر الشّعر، قال: فقال عمر عليّ بجعدة بن سليم. فأتى به، قال: فكان سعيد بن المسيّب يقول: إني لفي الأغيلمة الذين جرّوا جعدة إلى عمر، فلما رآه قال: أشهد أنك أبيض شيظميّ كما وصف، فضربه ونفاه إلى عمان.
١٢٩٣- جعفر بن علس
بن ربيعة بن الحارث بن عبد يغوث بن الحارث بن معاوية الحارثي.
قال أبو الفرج الأصبهانيّ: أدرك الجاهلية ثم أسلم.
١٢٩٤- جعفر بن قرط العامري.
ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمّرين، وقال:
عاش ثلاثمائة سنة، وأدرك الإسلام فأسلم.
١٢٩٥- جعونة بن شعوب (٢) الليثي،
أخو أبي بكر بن شداد بن شعوب له إدراك.
روى الفاكهيّ من طريق أبي أويس عن عمّ أبيه ربيع بن مالك، عن أبيه، عن جعونة بن
(١) تنظر الأبيات في الآمدي: ٨٢.
(٢) الطبقات الكبرى ٥/ ٤٥.