وحذفت واو العطف بينهما, بُنيا كما بُني العدد المركب نحو أحَدَ عشر ونظائره, واختيرت له الفتحة عند بنائه لأنها أخف الحركات التي في لفظة (بين) عند الإضافة, لأن هذه فتحة إعراب, بدلالة اعتقاب الجرّ عليها في مثل قوله تعالى: {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ ... }. ومن خصائص (بين) الظرفية أن الضم لا يدخل عليها بحال. فأما من قرأ «لقد تقطّع بينُكم» بالرفع فإنه عني بالبين الوصل كما عني الشاعر به البعد في قوله:
لقد فرق الواشون بيني وبينها ... فقرت بذاك الوصل عيني وعينها
لأن لفظة بين من الأضداد. «همع الهوامع» ج ١ أوائل ص ٢١١: إعراب (بين بين) وتحقيقه في «المطالع النصرية». قد تليت (بينا) بكاف التشبيه في قوله:
بينا كذاك رأيتني مستعصيا
قال أبو حيان: وبإضافة بينا إلى المصدر احتج أبو علي أن «بينا» ليست محذوفة من «بينما» كما قال بعضهم, لأن بينما لا تضاف, وإنما هي مكفوفة بما داخلة على الجملتين, وتركب بين كخمسة عشر فتبني على الفتح كقوله:
نحمي حقيقتنا وبعـ ... ـض القوم يسقط بين بينا
الأصل بين هؤلاء, فأزيلت الإضافة ورُكب الاسمان تركيب خمسة عشر. فإن أضيف صدر بين بين إلى عجزها جاز بقاء الطرفين كقولك في أحكام الهمزة: التسهيل بين بين, وزوالها