الإسلام, وتجرى أحكام الشريعة على حقها, فمن ثم ارتأى أهل مجلس الباب العالي في رفع هذه التكليفات, المسبب عنها العنا والتعب, ورسموا في استعمال لباس خفيف يصلح لأن يلبس في الحضر والسفر, ف تصان به الناس عن البذخ والإسراف المذموم شرعا وعقلا, لا سيما ذلك الإسراف الذي يجبر به أوليك (١) يحضرون أيام الرسم أعني زيارة الخرقة الشريفة والعيدين وقراءة المولد الشريف وركاب الهمايون. وقد عينوا لكل في خدمة بابه العالي لباسا مخصوصا, كما يأتي شرح ذلك.
ينبغي للصدر الأعظم في هذه الأيام المذكورة أن يلبس طربوشا مشغولا دايره (٢) بقصب, وحروانيا من جوخ أبيض مشغولا جيبه (أي ما يدور حول العنق) بقصب, وما تحت الحرواني فليكن جوخا, ويضع على حصانه غشاء (٣) مشغولا بقصب لهي (٤) ورختا مناسبا له.
يجب على جناب شيخ الإسلام في تلك الأيام أن يتعمّم بشاش أخضر إن كان من السادات, وإلا فبشاش أبيض, ويلبس فراجية (٥) من جوخ أبيض, وتحتها لباس جوخ, وليلبس حضرة قاضيِّ العسكر اللذين رتبتهما كرتبة الوزارة حال كونهما عالمين فراجية من جوخ أخضر زرعي عوضا عن كسوتهما القديمة المخصوصة بالوزراء
(١) أولئك.
(٢) دائره.
(٣) في الأصل التركي غاشية وكذلك فيما يأتي.
(٤) لهكاري قلبد انلي.
(٥) فراجة.