إنها لا تكون إلا بمصر, والصواب أنها في وادي الكنك من أرض الهند.
عودة ظهور التماسيح بمصر سنة ١٣٣٩:
لما استعملت البواخر النيلية, وكثرت في النيل, انقطعت التماسيح منه في القطر المصري وهربت إلى السودان, ثم لما وقعت الحرب العظمى وتعطل سير البواخر إلا قليلا, عادت فظهرت - وإليك ما لخصناه من أخبار الجرائد:
في أواخر شهر ربيع الأول سنة ١٣٣٩ - ديسمبر ١٩٢٠ ظهر تمساح كبير تجاه طهطا. وشاهده الأهالي, فأحدث فيهم رعبا كبيرا, وأمر مدير جرجا باصطياده, فتتبعوا خطواته, حتى دخل مع الماء في خور بجهة طهطا, ووصل إلى مكان انحسر عنه الماء, فغرز فيه لسرعة سيره واندفاعه, ولم يستطع الرجوع فأدركه الصيادون, وضربوه بالهراوات على رأسه, ثم ربطوه, ووضعوه في زورق, وذهبوا به إلى سوهاج, قاعدة مديرية جرجا وطلب مدير حديقة الحيوان بالجيزة إرساله ليحفظ بها فأرسلوه. ولكنه مات في الطريق من أثر الضربات على رأسه. ووصل إليها في أوائل شهر ربيع الثاني فصبَّروه ووضعوه بقاعة المحنَّطات ليشاهده الناس, ويقال إنه أكبر تمساح شوهد إلى الآن.
ثم ظهر تمساح آخر في جمادى الآخرة سنة ١٣٤١ - ١٩٢٣ م أمام مدينة ببا وخرج إلى الشاطئ على نسوة كن يستقين, فاستغثن وأدركهن أحد الخفراء, ورماه برصاصات من بندقيته فقتله. ثم نقل من ببا إلى بني سويف لعرضه هناك وهو تمساح طويل غليظ.