عندهم حَسَنْ كَيف يمرسونه بالعسل الأسود, وهو المستخرج من قصب السكر, ويحفظونه في صناديق التَّنَك لحين الاستعمال. وما يوضع منه في الحجْر تحت التعميرة يسمى عندهم بالكرسي. ومن عاداتهم في التدخين المخاردة, وهي أن يشترك اثنان في ثمن تعميرة واحدة يدخنانها معا إذا لم يقو الواحد على ثمنها. وهي كلمة أخذوها من «الخُرْديَّة» وهي عندهم نصف التعميرة, فإذا لم يتهيأ للواحد من يخارده طلب خردية واستقل بتدخينها.
ومن عاداتهم أيضا: التشحيط, ولا يشحط إلا المبتلون بهذه الآفة من الفقراء المعدمين, فيظلون ليلهم أو نهارهم في قهاوي الحشيش ينتظرون فراغ المدخّنين, ليدخِّنوا ما بقى في قصابهم, وربمّا نام بعضهم فيوقظه غلام القهوة, ويدني من فمه القصبة ويقول: شحَّط فيشحط, يفعل ذلك رأفةً به إن أراد.
ويسمون هذا النوع من الحشيش المعدّ للتّدخين الشِّيرة أيضا. وبائعه المَحنْجي (أي المخانجي - راجع المخانة). إلا أنَّ الشيرة لا يقولونها غالبا إلا في الاستهجان؛ ومن لطَّفها قال: يشرب كيف.
(عمل الدُّهْنة): يستخرجون الدُّهنة مما بقي من هَشيم ثمار الحشيش, بعد نفض الغبار وحفظه كما تقدم شرحه, فيمرسون هذا الهشيم بالأيدي, ثم ينخلونه في مناخل واسعة الثُّقوب, فيخرج منه شيء خشن يقلونه في السمن, حتى يمتزج به, ويخضر لونه - فيصفّونه, ويسمّون هذا السمن الممزوج: الدُّهنة, وهي التي يصنعون منها: البَرْش ... وأنواع المربى من الأثمار والمعاجين, والحبوب المسماة بحبوب العنبر وسائر أنواع الحلوى التي يدخلها الحشيش كالجراوش. وهي قطع من الحلوى معقودة حمراء