حصيراً على نطع, وإنما سميت مبناة؛ لأنها كانت تتخذ قباباً, والقبة: البناء, والأنطاع تبنى بها القباب».
وجاء في لسان العرب في تفسير قول النابغة على ظهر مبناة ما نصّه «المبناة قبة من أدم. وقال الأصمعي: المبناة حصير أو نطع يبسطه التاجر على بيعه, وكانوا يجعلون الحصر على الأنطاع يطوفون بها. وإنما سميت مبناة لآنها تتخذ من أدم يوصل بعضها ببعض قال جرير:
رجعتْ وفودهم بتيم بعد ما ... خرزوا المباني في بني زد هام
انظر شرح شواهد الشافية ص ١٢١ - ١٢٢: المبناة: نطع يفرش ويوضع عليه المتاع للبيع, وقبله: أديم ينقشونه. ولعله يرادف أيضا فرشة الفُترينة.
ويستخلص من هذه الأقوال: أن المبناة شيء يبسط ليضع عليه التاجر متاعه نطعاً كان أو حصيراً. فلنا أن نطلقها على ما يبسط تحت السلع من أيِّ نوع كان. كما أن الحمل عند العامة ليس له نوع مخصوص, وإنما المقصود منه مطلق ما يبسط لعرض السلع.
ولما كثر وفود تجار الأفرنج على الشرق صاروا يتخذون المباني في حوانيتهم من البسط الفاخرة ومن الحرير والمخمل ثم ينضدّون عليها ما يقصد بيعه أحسن تنضيد, ويعرضونه وراء زجاجات كبيرة للفت الأنظار.
تتمة: هذه المعارض الزجاجية تسميها العامة: فترينات جمع فترينة بكسر الفاء الأعجمية التي بين الفاء والواو. وأصلها من الإيطالية Vetrina ويقال لها بالفرنسية: Vitrine. وأقرب ما تسمّى به في العربية: النَّضد بفتحتين وجمعه: أنضاد, وهو: الموضع الذي ينضد عليه المتاع, ويطلق على السرير الذي ينضد عليه, ويطلق أيضا على الشيء المنضود, فإن