فَمَا يُخْطِئْكِ لَا يُخْطِئْكِ منه ... طَبَانِيَةٌ، فَيَحْظِل فَيَحْظُل أَو يَغار
وَيُرْوَى:
بعَيْشِكِ فانْظُري أَين الخِيَار
والطَّبَانة والطَّبَانِيَة: أَن يَنْظُر الرَّجُلُ إِلى حَلِيلته، فإِما أَن يَحْظِل يَحْظُل أَي يَكُفَّها عَنِ الظُّهُورِ، وإِما أَن يَغْضَبَ ويَغار. ويَحْظِل يَحْظُل: يُضَيِّق ويَحْجُر. والحَظِل: المُقَتِّر، وأَنشد: يَحْظُل أَو يَغارا؛ قَالَ الأَزهري: وأَما الْبَيْتُ الَّذِي احتجَّ بِهِ فِي المُقَتِّر فَيَحْظُلَ أَو يَغَارا، فإِن الرُّوَاةَ رَوَوْه مَرْفُوعًا فَيَحْظُلُ أَو يَغارُ، وَرَفْعُهُ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ. وَرَجُلٌ حَظُول: مُضَيِّق عَلَى أَهله. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ: حَظِلٌ وحَظَّال للمُقَتِّر الَّذِي يُحَاسِبُ أَهله بِمَا يُنْفِق عَلَيْهِمْ، وَالِاسْمُ الحِظْلان، بِكَسْرِ الْحَاءِ، والحَظَلان، بِالتَّحْرِيكِ: مَشْيُ الغَضْبان، وَقَدْ حَظَلَ؛ قَالَ:
فَظَلَّ كأَنَّه شاةٌ رَمِيٌّ، ... خَفيفَ المَشْيِ، يَحْظُل مُسْتَكِينا
أَي يَكُفُّ بَعْضَ مِشْيَتِه وَيَمْشِي غَضْبان. وحَظَلَ يَحْظُلُ: مَشَى فِي شِقّ مِنْ شَكَاةٍ وَهُوَ الحَاظِل. يُقَالُ: مَرَّ بَنَا فُلَانٌ يَحْظُلُ ظَالِعًا. وَقَدْ حَظَلَ المَشْي يَحْظُلُ حَظَلاناً إِذا كَفَّ بَعْضَ مَشْيِهِ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ للمَرّار العَدَويّ:
وحَشَوْت الغَيْظَ فِي أَضْلاعه، ... فَهْوَ يَمْشي حَظَلاناً كالنَّقِر
قَالَ: والكَبْشُ النَّقِر الَّذِي قَدِ الْتَوَى عِرْق فِي عُرْقوبَيْه فَهُوَ يَكُفُّ بَعْضَ مَشْيِهِ، قَالَ: وَهُوَ الحَظَلان. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: حَظِلَت النَّقِرةُ مِنَ الشَّاءِ تَحْظَلُ حَظَلًا أَي كَفَّت بَعْضَ مِشْيَتها. والحَظَلان: عَرَج الرِّجْل. وحَظِلت الشاةُ حَظَلًا، وَهِيَ حظُول: ظَلَعَتْ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهَا لِوَرَم فِي ضَرْعها. وحَظِلَت النخلةُ وحَضِلَت، بِالضَّادِ وَالظَّاءِ: فَسَدَت أُصول سَعَفِها، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي حَضِلَ. وحَظِل البعيرُ، بِالْكَسْرِ، إِذا أَكثر مِنْ أَكل الحَنْظَل، يُذْكَرُ فِي تَرْجَمَةِ حَنْظَلٍ، إِن شاء الله.
حعل: ابْنُ بَرِّيٍّ: حَيْعَل الرجلُ إِذا قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَلا رُبَّ طَيْفٍ منكِ باتَ مُعانِقي، ... إِلى أَن دَعَا دَاعِي الصَّبَاح فحَيْعَلا
قَالَ: وَقَالَ آخَرُ:
أَقول لَهَا، ودَمْعُ العَينِ جارٍ: ... أَلم تَحْزُنْكِ حَيْعَلةُ المُنَادي؟
هَذِهِ التَّرْجَمَةُ ذَكَرَهَا ابْنُ بَرِّيٍّ هُنَا قَالَ: وأَهمل الْجَوْهَرِيُّ هَذِهِ التَّرْجَمَةَ وعَجِبْتُ مِنْهُ فإِنه لَمْ يَكْفِه أَن تَرْجَم عَلَيْهَا هُنَا حَتَّى قَالَ أَهملها الْجَوْهَرِيُّ، وَالْجَوْهَرِيُّ لَمْ يُهْمِلها لَكِنَّهُ ذَكَرَهَا فِي حِرَفِ اللَّامِ هِيَ وحَيَّهَلًا، وَاسْتَشْهَدَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ أَيضاً عَلَيْهَا وَلَمْ يُفْرِد لَهَا تَرْجَمَةً بِذِكْرِهَا، وَلَوْ أَفرد لَهَا تَرْجَمَةً لَزِمَهُ أَن يُتَرْجِمَ عَلَى بَسْمَل وحَمْدَل وحَوْقَل وسَبْحَل وما أَشبه ذلك.
حفل: الحَفْل: اجْتِمَاعُ الْمَاءِ فِي مَحْفِلِه، تَقُولُ: حَفَلَ الماءُ يَحْفِلُ حَفْلًا وحُفُولًا وحَفِيلًا، وحَفَلَ الْوَادِي بالسَّيْل واحْتَفَلَ: جَاءَ بِملءِ جَنْبَيْه؛ وَقَوْلُ صخْر الغَيِّ:
أَنا المثَلَّم أَقْصِرْ قَبْلَ فاقِرَة، ... إِذا تُصِيبُ سَوَاءَ الأَنف تَحْتَفِلُ