(حتى إذا الصبحُ لها تَنَفَّساَ ... )
(وانجابَ عنها لَيْلُها وعَسْعَسَا ... )
فالمعنى ها هُنا الظُّلْمَةُ. ومثلُهُ في (٢٦١) المعنى:
(قوارباً مِن غَيْرِ دَجْنٍ نُسَّسَا ... )
(مُدَّرِعاتِ الليلِ لَمّا عَسْعَسَا ... )
نُسَّسٌ: يُبَّسٌ من شِدَّةِ العَطَشِ (٢٦٢) .
ثُمَّ الشَّمِيطُ (٢٦٣) من اللَّيلِ، وكأَنَّهُ عندنا مُشَبَّهٌ بالشيب لبياضِ الفَجْرِ في سَوادِ الليلِ، كالشَّيْبِ في الشعرِ الأسودِ.
وقالوا أيضاً: انْفَلَقَ الصُّبْحُ. وقالوا: عند فَلَق الصُّبْحِ، وفَرَقِ الصُّبْحِ، بالراءِ (٢٦٤) . وقالَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ: {قُل أَعوذُ برَبِّ الفَلَق} (٢٦٥) مِن ذلكَ.
والفَلَقُ أيضاً: الطريقُ لفَلَقِ الجَبَلَيْنِ بينهما.
وتَمِيمٌ تقولُ: فَرَقُ الصُّبْحِ، بالراءِ. وقالَ أبو دُوَادٍ (٢٦٦) :
(وحِلالٍ ذَعَرْتُ في فَلَقِ الصُّبْحِ ... بأَرْضِهِ وحَوْمٍ سُكُونِ)
وقالَ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ (٢٦٧) :
(أَشْهَى حديثَ النَّدْمانِ في فَلَقِِ الصُّبْحِ ... وصَوْتَ المُسامِرِ الغَرِدِ)
والصَّدِيعُ أيضاً الصُّبْحُ. وقالَ عَمْرو بنُ معدي كرَب (٢٦٨) :
(به السِّرْحانُ مُفْتَرِشاً يَدَيْهِ ... كأنَّ بياضَ لَبَّتِهِ الصَّدِيعُ)
(١٥ أ) والأَسْفارُ أنْ تُرَى مواقِعُ النَّبْلِ. يُقالُ: أَتَيْتُهُ في سَفَرِ الصُّبْحِ والفَجْرِ.
(٢٦١) لعلقة أيضاً في الأضداد لأبي الطيب ٤٨٩. وبلا عزو في الأضداد لقطرب ٢٦٦ وفيه: ... من عير رحل نسنسا.
(٢٦٢) الصحاح (نسس) .
(٢٦٣) اللسان (شمط) .
(٢٦٤) الإبدال ٢ / ٦٦. ونقل المرزوقي قول قطرب في الأزمنة والأمكنة ١ / ٣٢٧.
(٢٦٥) الفلق ١.
(٢٦٦) أخل به شعره.
(٢٦٧) ديوانه ١ / ٢٧٩.
(٢٦٨) ديوانه ١٤٢.