لَعَمرِي لقد لَاقَى الطُّلَيْلِي قِنطراً
من الدَّهر إنَّ الدَّهْر جَمٌ قناطِرُهْ
أَي: دواهيه. وَبَنُو قنْطُور هم التُرْك.
ورُوي عَن حُذَيْفَة أَنه قَالَ: يُوشك بَنو قَنطور أَن يُخرجوا أهلَ الْبَصْرَة مِنْهَا، كأنِّي بهم خُزْرَ الْعُيُون عِراض الْوُجُوه.
قَالَ: وَيُقَال: إِن قَنطوراء كَانَت جَارِيَة لإِبْرَاهِيم فولدتْ لَهُ أَوْلَادًا، والتُرك من نَسلِها.
قطرب: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: القُطْرُبُ: دويْبَّة. قَالَ: والقُطْرب: اللِّصّ الفارِه فِي اللُّصوصية. والقطرب: الذِّئْب الأمْعط. والقُطْرَب: الْجَاهِل الَّذِي يَظهر بجهله. والقُطرب: الجبان وَإِن كَانَ عَاقِلا. والقطرب: السَّفِيه. والقطرب: المصروع من لَممٍ أَو مِرار، وجمعُها كلُّها قطارِيب.
وَقَالَ عبد الله بن مَسْعُود: لَا أعرِفنَّ أحدَكم. جِيفَةَ ليل قُطربَ نَهَار.
وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال: إِن القطرب دوْيبَّة لَا تستريح نهارَها سَعْياً، فَشبه عبد الله الرجل يَسعَى نهارَه فِي حوائج دُنْيَاهُ فَإِذا أمْسَى أَمْسَى كالاًّ مُزْحِفاً فينامُ ليلته حَتَّى يصبح بِمثل ذَلِك فَهَذَا جِيفة ليلٍ قُطرب نَهَار.
وَقَالَ اللَّيْث: القُطْرب: الذَّكر من السَّعَالي.
قرطب: عَمْرو عَن أَبِيه: قَرطَبَ الرجل: إِذا عَدَا عَدْواً شَدِيدا.
وَأنْشد:
إِذا رَآنِي قد أتيت قَرطَباً
وجالَ فِي جِحاشِهِ وطَرْطَبا
والطَرطبة: دعاءُ الحُمُر.
أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: طَعَنه فقرطَبَه وقَحْطَبَه: إِذا صَرَعَه.
وأمَّا القَرطَبانُ الَّذِي يَقُوله الْعَامَّة للَّذي لَا غَيرةَ لَهُ فَهُوَ مغيَّرٌ عَن وَجهه.
وروى ثَعْلَب عَن أبي نصر عَن الْأَصْمَعِي، قَالَ: الكلبتَان مَأْخُوذ من الكَلْب، وَهُوَ القيادة، وَالتَّاء وَالنُّون زائدتان. قَالَ: وَهَذِه اللَّفْظَة هِيَ الْقَدِيمَة عَن الْعَرَب.
قَالَ: وغيّرتها الْعَامَّة الأولى، فَقَالَت: القَلْطَبان، وَجَاءَت عامةٌ سُفْلَى فغيَّرت على الأولى فَقَالَت: القَرطَبان.
وأمَّا قَول أبي وجزة السعديّ:
والضَّربُ قَرْطَبةٌ بِكُل مهنَّدٍ
تَرَك المداوِسُ مَتنه مَصقولا
وَقَالَ أَبُو عبيد عَن الْفراء: قرطبته: إِذا صرعتَه، والقُرطبيّ: السَّيف.
وَأنْشد أَبُو تُرَاب فِي كتاب (الاعتقاب) بَيْتا لِابْنِ الصَّامت الجُشَمِي:
رفَوْني وَقَالُوا لَا تُرَعْ يَابْنَ صامتٍ
فظَلْتُ أناديهمْ بثَدْيٍ مجدَّدِ