أَرَضَّتْ عَرَقَك، فأَسالته.
قَالَ: وَيُقَال للراعية إِذا رضّت العشب أكلا وهَرْساً: رَضَارض، وَأنْشد:
يَسْبُتُ راعيها وَهِي رِضارضُ
سَبْتَ الوَقيدِ والورِيدُ نابضُ
وَقَالَ الْجَعْدِي يصف فرسا:
فَعَرَفْنا هزّةً تأْخُذُه
فقرنّاهُ برَضْرَاضٍ رِفَلْ
أَرَادَ: قرَنّاهُ بِبَعِير ضخمٍ، والرّضُّ: التّمر والزُّبْد يُخْلطان. وَقَالَ:
جاريةٌ شَبّتْ شبَابًا غَضّاً
تشرب مَحْضاً وتَغَذَّى رَضّا
وَقَالَ ابْن السّكيت: الإرْضاض شِدةُ العَدْو، وأَرَضّ فِي الأَرْض: ذَهَب.
(بَاب الضَّاد واللاّم)
ض ل
ضلّ، لضلض: (مستعملان) .
لضلض: قَالَ اللَّيْث: اللّضْلاض الدَّلِيل، ولَضْلَضْتُه: التفَاتُه وتَحْفُّظُه، وَأنْشد:
وبَلَدٍ بعيَا على اللّضلاضِ
أَيْهَمَ مغبِّر الفِجاج فَاضى
أَي واسعٌ، من الفضاء.
ضل: الحرانيّ عَن ابْن السّكيت: يُقَال: أَضْلَلْتُ بَعِيري وَغَيره، إِذا ذهب مِنْك، وَقد ضلِلْتُ المسجدَ والدّار، إِذا لم تعرفْ موضعَهما.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: ضَلِلْتُ الدَّار وَالطَّرِيق، وكلِّ شَيْء ثابتٍ لَا يَبْرَح. وَيُقَال: ضَلَّني فلانٌ فَلم أَقْدِرْ عَلَيْهِ، أَي ذَهَبَ عني، وَأنْشد:
والسَّائِلُ المُبْتَغِي كرائمها
يعلم أَنِّي تَضِلُّني عِلِلي
أَي تذْهب عني، وَيُقَال: أضللت النَّاقة. وَالدَّرَاهِم وكلَّ شَيْء لَيْسَ بِثَابِت قَائِم؛ مِمَّا يَزُول وَلَا يثبت.
وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله عزّ وجلّ؛ {فِى كِتَابٍ لَاّ يَضِلُّ رَبِّى وَلَا يَنسَى} (طه: ٥٢) . أَي لَا يَضِلُّه رَبِّي وَلَا ينساه.
وَيُقَال: أَضْلَلْتُ الشَّيْء، إِذا ضَاعَ مِنْك، مثل الدّابة والنّاقة، وَمَا أشبههما إِذا انْفَلَت مِنْك. وَإِذا أخطأتَ مَوضِع الشَّيْء الثَّابِت، مثل: الدَّار وَالْمَكَان قلت: ضَلِلْتُه وضَلَلْتَه، وَلَا تَقل: أَضْلَلْتُه.
وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ابْن فهمْ عَن مُحَمَّد ابْن سلاّم، قَالَ: سمِعْتُ حمّاد بن سَلمة يقْرَأ (فِي كتاب لَا يُضِلُّ رَبِّي وَلَا ينسى) فسألتُ عَنْهَا يُونُس فَقَالَ: (يُضلّ) جَيِّدَةٌ، يَقُولُونَ: ضَلَّ فلَان بعيرَه، أَي أَضَلّه.
قلت: خالفهم يُونُس فِي هَذَا.
وَقَالَ الزَّجاج: ضَلِلْتُ الشَّيْء أَضِلُّهُ إِذا جعلتَه فِي مَكَان وَلم تَدْرِ أَين هُوَ، وأضْلَلْتُه، أَي أضَعْته.