كل اسم وكلام مجهول ليس لأحد أن يرقي به
السُّؤَالُ
ـجاءني أحد المعالجين لموضوع الجن من إحدى الدول العربية الإفريقية وقام بعمل بخور من نوع خاص للمنزل لمدة سبعة أيام وأحيانا له رائحة غير طيبة وقام بعمل بعض القراءات يقول إنها أذكار قرآنية وأعطاني بعض الورق الملفوف وبه بخور لأقوم بالبخور به أنا وأهل المنزل وفتحت الورق فوجدت أحرفا عربية غير مفهومة مثل صاع وأرقام فقمت بحرق هذه الأشياء.
هل هذا دجل وهل علي ذنب لما قمت به حيث إن هذا الموضوع يسبب مشاكل وكنت ومازلت في حاجة إلى علاجه وقال لي إنه يتبع العلاج بالقرآن أرجو عدم تحويلي لسؤال آخر وشكراـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر أهل العلم أنه يشرع العلاج بالرقى والأدعية إذا كانت بذكر الله وكانت مفهومة، لأن ما لا يفهم لا يؤمَن أن يكون فيه شيء من الشرك. وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله: كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك.
وقال الربيع: سألت الشافعي عن الرقية فقال: لا بأس أن ترقي بكتاب الله وبما تعرف من ذكر الله. قلت: أيرقي أهل الكتاب (اليهود والنصارى) المسلمون؟ قال: نعم، إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله، وبذكر الله.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عمن يقول: يا أزران، يا كيان، هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة لم يحرم قولها؟ فأجاب: الحمد لله لم ينقل هذه عن الصحابة أحد لا بإسناد صحيح ولا بإسناد ضعيف، ولا سلف الأمة ولا أئمتها، وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب، فكل اسم مجهول ليس لأحد أن يرقي به فضلا عن أن يدعو به، ولو عرف معناها وأنه صحيح لكره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية. انتهى كلامه.
والحاصل أن الرقية مشروعة للمسلم بشرط أن لا يكون فيها شرك، وأن تكون بما يفهم، ويمنع أن تكون غير مفهومة، لئلا يكون فيها شرك أو سحر، وبما أنك قد وجدت في الأوراق ما لا يفهم معناه فإنه لا يجوز لك تصديق المعالج في دعواه أنه يرقي بالقرآن، بل يجب عليك البعد عنه، وعليك باللجوء إلى الله والاستعانة بالدعاء والصلاة عملا بقول الله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ {البقرة: ٤٥} . وبقوله: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر: ٦٠} .
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٧ شوال ١٤٢٥