رحمه اللَّه "أيما إهاب دُبغ فهو طهوره" (١)؟
فقال: قد اختلفوا فيه، أما ابن وعلة فقال: سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأما الزهري فروى عن عبيد اللَّه، عن ابن عباس، عن ميمونة، والشعبي، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن سودة. فقد اختلفوا فيه.
وقد روي عن عطاء مرة: دبغ، ومرة لم يقل: دبغ، فقد اختلفوا.
وأما حديث ابن عكيم فهو الذي أذهب إليه؛ لأنه آخر أمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أحرى أن يتبع الآخر، فالآخر من أمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يتبع.
"مسائل ابن هانئ" (١٠٩)
قال ابن هانئ: وقال: لا يعجبني شيء من جلود الدواب، والحمير، والحمار، ميتًا كان، أو مذكى كان، فليس له ذكاة، ولا هو طاهر.
"مسائل ابن هانئ" (١٨٢١)
قال ابن هانئ: وسئل أبو عبد اللَّه -وأنا حاضر- عن جلود الثعالب؟
قال: ألبسه، ولا تصل فيه.
قال أبو بكر المروذي: سألت أبا عبد اللَّه، قلت: ترى أن يعمل للخدم، أعني: مثل الجرز (٢) وغيره؟
قال: إذا كان بطرسوس، نعم.
"الورع" (٤٢٨)
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: أذهب إلى حديث ابن عكيم جاءنا
(١) رواه مسلم بلفظ "إذا دبغ الإهاب فقد طهر"، ورواه أبو داود (٤١٢٣) والترمذي (١٧٢٨) والنسائي ٧/ ١٧٣، وابن ماجه (٣٦٠٩)، وابن حبان (٤/ ١٠٣ (١٢٨٧).
(٢) الجرز: لباس النساء من الوبر وجلود الشتاء، والفرو الغليظ.