وقاضي البلدِ، يدعو القومُ، كذلك حذف التنوين لالتقاء الساكنين وهو مرادٌ، يدلك على إرادته أنهم لم يجروا ما بعده بإضافته إليه.
ويشبه هذا مما حذف من اللفظ تخفيفًا لا لإضافته ولا لالتقاء الساكنين لأنه ليس بساكن نون التثنية والجمع، وذلك نحو قول الأخطل1:
أبني كليبٍ إنّ عَمَّيَّ اللذا
... قتلا الملوكَ وفكَّكا الأغلالا2
أراد: اللذان، فحذف النون تخفيفًا لطول الاسم، ولا يجوز أن يكون حذفها للإضافة، لأن الدلالة قد تقدمت على أن الأسماء الموصولة لا يجوز أن تضاف أبدا إلا ما كان من أي في نحو قولهم: لأضربن أيَّهم يقوم، على أن هذا عندنا معرف بصلته دون إضافته. ويمنع أيضا من أن يكون "اللذا" من بيت الأخطل مضافًا أن ما بعده فعل، وهو "قتلا" والأفعال ليست مما يضاف إليه. وقال الأشهبُ بنُ رُمَيلة، قرأته على محمد بن محمد عن أحمد بن موسى عن ابن الجهم عن يحيى بن زياد3:
فإن الذي حانت بفلجٍ دماؤهم
... هم القوم كل القوم يا أم خالد4
يريد: الذين، فحذف النون تخفيفًا، ورواه أيضًا: يا أم جعفر، والصحيح: يا أم خالد، لأن القوافي دالية. وقال الآخر5:
ياربّ عيسى لا تبارك في أحدْ
... في قائم منهم ولا في مَنْ قَعَدْ
إلا الذي قاموا بأطراف المَسَدْ6
يريد: الذين.