ومما يضاف إلى الفعل أيضا قولك: ما رأيته منذ كان عندي ومنذ جاءني، ومنه أيضا ((آية)).
قال الأعشى:
بأية تقدمون الخيل شعثا
… كأنّ على سنابكها مداما (1)
وقال زيد بن عمرو بن الصعق:
ألا من مبلغ عنّي تميما
… بآية ما تحبّون الطّعاما (2)
ف (ما) لغو.
ومما يضاف أيضا إلى الفعل قوله: لا أفعل بذي تسلم، ولا أفعل بذي تسلمان، ولا أفعل بذي تسلمون. المعنى لا أفعل بسلامتك، و (ذو) مضافة إلى الفعل كإضافة ما قبله كأنه قال: لا أفعل بذي سلامتك.
ف (ذو) هاهنا الأمر الذي يسلمك، وصاحب سلامتك.
ولا يضاف إلى الفعل غير هذا، كما أن (لدن) لا تنصب إلا في (غدوة).
واطردت الأفعال في (أية) اطراد الأسماء في (أتقول) إذا قلت:
أتقول زيدا منطلقا شبّهت ب (تظن).
وسألته عن قوله في الأزمنة: كان ذاك زمن زيد أمير.
فقال: لما كانت في معنى (إذ) أضافوها إلى ما قد عمل بعضه في بعض، كما يدخلون (إذ) على ما قد عمل بعضه في بعض ولا يغيرونه، فشبهوا هذا بذلك، ولا يجوز (هذا) في الأزمنة حتى تكون بمنزلة (إذ) فإن قلت: يكون هذا يوم زيد أمير كان خطأ.
حدثنا بذلك يونس عن العرب. لأنك لا تقول: يكون هذا إذا زيد أمير.
قال أبو سعيد: أما إضافة أسماء الدهر إلى الأفعال فلأن الأفعال بمنزلة أسماء الدهر إذ كان في لفظها ما يدل على المضي كقولك:
ذهب وانطلق، وأشبه ذلك.
ومن لفظها ما يدل على الاستقبال والحال كقولك: يذهب وينطلق، فانقسم لفظه