وقد حكى سيبويه (ورشان)، وللجمع (ورشان).
قال سيبويه: ومثل هذا (حمار) و (حمير) ومثل ذا (أصحاب) و (أطيار) و (فلوّ) و (أفلاء).
قال أبو سعيد: جعل سيبويه ما كان من جمع الثلاثي مما ذكر إذا جاء جمعا لما كان من أحرف فهو بحذف حرفا منه في التقدير وليس ذلك بمطرد فيكون كأنهم قدروا (حمارا) على (حمر) وجمعوه على (حمير) كما قالوا (كلب) و (كليب) و (عبد) و (عبيد) وجعلوا (صاحب) و (طائر) على (صحب) و (طير) وجمعوه على (أصحاب) و (أطيار)، كما قالوا (بيت) و (أبيات) وجعلوا (فلوّ) على " فعل " وجمعوه على (أفعال) كما قالوا (عجز) و (أعجاز).
هذا باب ما عدد حروفه خمسة أحرف وخامسه ألف التأنيث أو ألفان للتأنيثقال سيبويه: أما ما كان على (فعالى) فإنه يجمع بالتاء وذلك (حبارى)، و (حباريات) و (سمانى) و (سمانيات) و (لبادى) و (لباديات).
وذلك كله أسماء لضروب من الطير، ولم يقولوا حبائر ولا حباريّ ليفرقوا بينها وبين فعلاء وفعاله وأخواتها وفعيلة وفعالة وأخواتها.
أما قوله: لم يقولوا: (حبائر) ولا (حباريّ) فإنا لو كسرنا (حبارى) للجمع لوجب أن تقول: (حبائر) أو (حبارى) كما تقول في التصغير: (حبيّر) و (حبيرى) وذلك أنها خمسة أحرف وفيها زائدان الألف بعد الياء وألف التأنيث ولنا أن نحذف أيهما شئنا فإن حذفنا ألف التأنيث بقي (حبار) وتصغيره (حبير) وجمعه (حبائر) على طريق التصغير (فإن حذفنا الألف الأولى بقي حبرى) وتصغيره (حبيرى) وجمعه (حبارى).
كما قالوا (حبلى) و (حبالى)، وما كان من ذلك على (فعلاء) أو (فعالة) فإنه يكسر كقولهم: (صحراء) و (صحارى)
و (عذراء) و (عذارى) و " فعالة " نحو (رسالة) و (رسائل) وأخوات ذلك: ما كان على (فعلاء) نحو (فيفاء) و (فيافي) و (زيزاء) و (زيازي) و (جلذاء) و (جلاذي). و (فعيلة) نحو (سفينة) و (سفائن) و (قريبة) و (قرائب) " وفعالة " نحو (ذؤابة) و (ذوائب) وأخوات ذلك ما كان مما ضم أوله أو فتح كقولنا (معييه) و (معاي) و (مرضعة) و (مراضع) و (سحابة) و (سحائب) و (دجاجة) و (دجائج) وفرقوا بين " فعالى " حين عدلوا عن تكسيرها إلى جمع السلامة وبين هذه الأبنية الأخر حين جمعوا هذه الأبنية جمع التكسير.