إعرابًا ثبت في الوصل؛ لأن ما ثبت في الوصل في الإعراب بالحروف يثبت في الوصل والوقوف، فلو كانت هذه الحروف أيضًا إعرابًا لم تحذف في الوصل" (١).
ويحتج بالسماع عن العرب لأحكام صرفية كقوله: "وإن سميت رجلًا بطلحة لم يجز فيه إلا طلحات، ومن الدليل على ذلك قول العرب: طلحة الطلحات ولم يقولوا غير ذلك. قال:
نضر الله اعظما … البيت (٢).
وقد يحتج بالسماع انتصارًا لقول من سابقيه كما فعل في الاحتجاج لأبي عبيدة. قال أبو علي: "وقالوا: حلة شوكاء، قال الأصمعي لا أدري ما يعني بها، وقال أبو عبيدة، يراد بها خشونة الجدة، ويدل على صحة ما ذكره أبو عبيدة، أنهم سموا الخلق جردًا قال:
هبلتك أمك أي جرد ترقع (٣).
وهو يحتج لأحكامه التي يصدرها كقوله: "هذه العلامة التي تلحق للتأنيث تاء وإنما انقلبت في الوقف هاء، لتغيير الوقف، يدلك على أنها تاء لحاقها في الفعل نحو ضربت وهي في الوصل والوقف على حال واحدة" (٤).
وهو يعتمد في الكثير مما يحتج له على لغة القرآن كقوله: "ومما يذكر ويؤنث من الأسماء الزائدة على ثلاثة أحرف اللسان يذكر ويؤنث، ولغة القرآن التذكير ومجئ الجمع على أفعلة في نحو قوله تعالى: {وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ} يدل على ذلك" (٥).
(١) التكملة ٢٢٥ - ٢٢٦.
(٢) التكملة ٢٤٨.
(٣) التكملة ٣٤٦.
(٤) التكملة ٣٥٢.
(٥) التكملة ٤٠٣.