وعن شريح «١» (أنه سمع رجلا يتكلم، فقال: أمسك عليك بعضك «٢».

قال أبو عبيد: (جلست الى معمّر بن سليمان النخعي «٣» بالرقة «٤»، وكان خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له: لو أتيته فكلّمته، فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم فأكرمتهما عن ذلك) «٥» اه.

قال أبو عبيد: وثنا هشيم «٦» عن مغيرة «٧» عن إبراهيم «٨»: (كانوا يكرهون أن يتلوا الآية عند الشيء لعرض «٩» من أمر «١٠» الدنيا) «١١».

(١) شريح بن الحارث بن قيس الكوفي النخعي القاضي أبو أمية، مخضرم ثقة، وقيل: له صحبة، ومات قبل الثمانين أو بعدها، قال بعضهم: حكم ٧٠ سنة.
التقريب ١/ ٣٤٩، وطبقات الحفاظ للسيوطي ص ٢٠ وتذكرة الحفاظ للذهبي ١/ ٥٩، وراجع الحلية لأبي نعيم ١/ ١٣٢.
(٢) هكذا في النسخ: بعضك، وفي فضائل القرآن لأبي عبيد ص: ٥٣ نفقتك.
(٣) معمر- بالتشديد- بن سليمان النخعي الرقي أبو عبد الله الكوفي من التاسعة. التقريب ٢/ ٢٦٦.
قال الذهبي: ثقة وقور صالح، مات سنة ١٩١ هـ. الكاشف ٣/ ١٦٥.
(٤) الرّقة- بفتح الراء المشددة وسكون القاف- كل أرض إلى جنب واد ينبسط الماء عليها أيام المد ثم ينضب، جمع رقاق وبلد على الفرات واسطة ديار ربيعة وآخر غربي بغداد اه. القاموس المحيط ٣/ ٢٤٥ «رقق».
(٥) ذكره أبو عبيد- كما قال المصنف- في فضائله باب ما يستحب لحامل القرآن من إكرامه وتعظيمه وتنزيهه ص ٦١.
(٦) هشيم- بالتصغير- بن بشير- مكبر- بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية الواسطي ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي من السابعة، مات سنة ١٨٣ هـ.
التقريب ٢/ ٣٢٠، والميزان ٤/ ٣٠٦، وطبقات المفسرين للداودي ٢/ ٣٥٣.
(٧) مغيرة بن مقسم- بكسر الميم- الضبي مولاهم أبو هاشم الكوفي الأعمى ثقة متقن، إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم النخعي من السادسة، مات سنة ١٣٦ هـ على الصحيح. التقريب ٢/ ٢٧٠، والميزان ٤/ ١٦٥.
(٨) إبراهيم بن يزيد النخعي تقدم.
(٩) هكذا في الأصل: لعرض. وفي بقية النسخ: يعرض.
(١٠) كلمة (أمر) ساقطة من ظ.
(١١) ذكره أبو عبيد- كما قال المصنف- في فضائله، باب ما يستحب لحامل القرآن ... الخ ص ٦٢، وذكره النووي في التبيان في الباب السادس ص ٦٦، والقرطبي بنحوه بلفظ أطول قال: ومنها- أي من آداب قراءة القرآن- أن لا يتأوله عند ما يعرض له من أمر الدنيا، وروى هشيم .. وذكره قال:
ومن ذلك مثل قوله (كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية) هذا عند حضور الطعام وأشباه هذا اه. التذكار الباب الثالث والثلاثون ص ١١٦.