حدَّثني أبو محمّد عبد الله بن محمد بن ملوك التنوخيّ الفليشيّ بالإسكندرية بعد رجوعه من مكَّة، وفليش قرية من قرى لُرْقَة بشرق الأندلس، قال: غاب أبو عمران الفليشيّ، موسى بن محمد بن بهيج الكفيف المَرِيِّي عن عشائره مدّة بالمشرق، فعمل بمصر موشّحًا أوَّله:
يا مُنَجِّمِينَا
... هل لِلْغَرِيبِ سَبِيلْ
نَحْوَ الظّاعِنِينَا
... فَالْقَلْبُ مِنْهُ عَلِيلْ
لَا يُلْفِي مُعِينَا
... إلَّا دُمُوعًا تَسيلْ
وَيُجْرِيهَا هَتُونا
... مِنْ جَفْنِهِ وَيُدِيلْ
ومنه:
حَكَى نَوْحَ المُسْتَهَامِ
... مِمَّا بِهِ مِنْ غَرَامْ
نَوْحًا كَنَوْحِ الحَمَامِ
... عَلى ذُرَى الآكَامِ
غَدَا يُجْرِي بِانْسِجَامِ
... دمْعًا كَصَوْبِ الغَمَامِ
يَشْكُو لِكُلِّ الأَنَامِ
... مَا بِالْحَشَا مِنْ كَلاَمِ
ولم يذكر ابن الأبار ولا المقري سنة وفاته، ولكنه كان حيًّا سنة (496 هـ) إذْ كان في مصر.
ثانيًا: توثيق القصيدة وصحة نسبتها لأبي عمران موسى بن بهيج الأندلسيقال الحافظ أبو طاهر السِّلَفِي في "معجم السَّفر" (1):
أنشدني أبو الطاهر عبد المنعم بن موهوب بن أحمد القارئ بمصر،