قال: أنشدنا أبو عمران موسى بن محمد بن عبد الله بن بهيج الأندلسي لنفسه من قصيدته المشهورة في ذكر عائشة الصدّيقة ومنها:
أَكرِمْ بِأرْبَعَةٍ أئِمَّةِ شَرْعِنَا
... فَهُمُ لِبَيْتِ الدِّينِ كَالأرْكَانِ
بينَ الصَّحَابَةِ والقَرَابَةِ أُلفَةٌ
... لَا تَسْتَحِيلُ بِنَزْغَةِ الشيْطَانِ
نُسِجَتْ مَودَّتَهُمْ سَدًى في لُحْمَةٍ
... فَبِنَاؤهَا مِنْ أثبَتِ البُنْيَانِ
{رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} صَفَتْ أَخْلاَقُهُم
... وَخَلَتْ قُلُوبُهُمُ مِنَ الشنْآنِ
هُمْ كَالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُلًا
... هَلْ يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيْرِ بَنَانِ
اللهُ ألَّف بينَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ
... لِيَغِيظَ كُل مُنَافِقٍ طَعَّانِ
فَدُخُولُهُمْ بينَ الأحِبَّةِ كُلْفَةٌ
... وَسِبَابُهُمُ سَببٌ إلَى الحِرْمَانِ
وذكرها الحافظ ابن حجر في "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس" (1) فيما يرويه عن شيخه عبد الرحمن بن أحمد، المعروف بابن الشيْخَة، حيث قال: "قصيدة في مدح أم المؤمنين عائشة" أولها:
مَا شَانُ أُمِّ المُؤمِنينَ وَشَاني
وهي من نظم أبي عمران موسى بن محمَّد بن عبيد الله الأندلسي الواعظ، بسماعه لها على أبي الحسن بن قُرَيْش، بسماعه من الحافظ رَشِيد الدين يحيى بن علي بن عبد الله العَطَّار، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أبو طاهر عبد المنعم بن موهوب إجازة، قال: أنشدنا أبو عمران.
كما ذكرها في "المجمع" (2) أيضًا، فيما يرويه عن شيخه محمَّد بن محمَّد بن أبي بكر، خطيب الصَّالحية، إذ يقول: