وهنا بدا القدر المعربد ضاحكًا ... ومضى الضباب ولا يزال يقهقه
أما إذا كانت الهاء للسكت، أو هاء الضمير، أو تاء التأنيث عندما تنطق هاء، فإنها في هذه الأحوال تكون وصلاً لا رويا.
٥ التاء
والمراد بالتاء هنا تاء التأنيث المتحرك ما قبلها، أي التي ليس قبلها مدة وذلك مثل: استحلت، زلت، تخلت، تحلت، ذلت، سواء أظلت التاء ساكنة أم حركت بالكسر للإطلاق أم لإتباعها بياء المتكلم.
ففي مثل هذه الأمثلة التي يلتزم فيها الحرف المتحرك الذي قبل التاء، تعتبر التاء وصلًا ويعتبر أحرف الملتزم قبلها رويا. مثال ذلك قول كثير عزة:
وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ... ولا موجعات القلب حتى تولت
وكانت لقطع الحبل بيني وبينها ... كناذرة نذرا فأوفت وحلت
فقلت لها: يا عز كل مصيبة ... إذا وطنت يومًا لها النفس ذلت
أريد الثواء عندها وأظنها ... إذا ما أطلنا عندها المكث ملت
هنيئًا مريئًا غير داء مخامر ... لعزة من أعراضنا ما استحلت
فوالله ما قاربت إلا تباعدت ... بهجر ولا أكثرت إلا أقلت
أما إذا اختلف الحرف الذي قبل التاء؛ أي لم يلتزم، فإنه يتعين أن تكون التاء رويًا لا وصلاً. مثال ذلك قول عمر بن الفارض: