الكلام عن بحور الشعر وأوزانه بالتفصيل.
٨ مقومات القصيدة العربية:
القصيدة العربية في الشعر الملتزم تعتمد من جهة نظمها على أصلين هما: وحدة الوزن، ووحدة القافية.
فأبيات القصيدة، أيًّا كان عددها، يجب أن تكون كلها واحدة في وزنها أي من جهة عدد المقاطع والتفاعيل. فإذا كانت تفاعيل البيت الأول ثلاثة أو أربعة التزمت هذه التفاعيل بعددها في جميع أبيات القصيدة.
وكذلك وحدة القافية. فإذا كان آخر البيت الأول من القصيدة دالًا مثلًا التزمت هذه الدال في آخر كل بيت من القصيدة، كما في قصيدة المعري التي مطلعها:
غير مجدٍ في ملتي واعتقادي ... نوح باكٍ ولا ترنم شاد
واللغة العربية مشهورة عن غيرها من اللغات بسعة مفرداتها وكثرة مترادفاتها ومشتقاتها. وهذه تساعد الشاعر على إطالة القصيدة على قافية واحدة، وقل أن تجد لذلك نظيرًا في الآداب الأخرى، ولذلك ترى الشعراء غير العرب يستعينون على إطالة القصيدة إذا شاءوا بتوزيع القوافي.
وليست وحدة الوزن ووحدة القافية عيبًا في شعرنا العربي أو تقييدًا له، فالتمسك بهاتين الوحدتين والتزامهما من شأنه أن يقوي بناء القصيدة ويرتفع بموسيقاها.
وأمر آخر قد يخفى إلا على من يعالجون الشعر وينظمونه؛ ذلك الأمر هو أن التزام القافية كثيرًا ما يلجئ الشاعر إلى التريث بحثًا عن القافية المناسبة.