فالروي هنا هو الياء وقبلها مد التأسيس في الأبيات الخمسة الأولى، ولكن البيت الأخير خلا من هذا المد قبل الياء، فهو غير مؤسس كالأبيات السابقة.
ومن ثم كان في هذه القصيدة عيب هو سناد التأسيس.
فسناد التأسيس إذن هو أن يوجد حرف التأسيس في بعض أبيات القصيدة ولا يوجد في البعض الآخر، ومن أمثلة ذلك أيضًا قول الشاعر القروي معبرًا عن حنينه إلى لبنان:
نسيان أمي يا لبنان أهون من ... نسيان حبك عندي أو تناسيه
لو كنت عنك إلى الفردوس منتقلًا ... لخلتني منه في برية التيه
يجل شوقي إلى مرآك عن مثل ... جلال حسنك عن وصف وتشبيه
فحرف التأسيس وهو الألف قد وجد في كلمة القافية في البيت الأول وهي تناسيه ولم يوجد في كلمة القافية في البيتين الأخيرين وهي التيه في البيت الثاني، وتشبيه في البيت الثالث.
ومن أنواع السناد أيضًا سناد الردف، وهو ردف بيت وترك آخر، مثل:
إذا كنت في حاجة مرسلًا ... فأرسل طبيبًا ولا توصه
وإن بات أمر عليك التوى ... فشاور لبيبًا ولا تعصه
وينبغي لسلامة القافية أن تخلو من اختلاف الحركة التي قبل الروي فإذا بدأ الشاعر القصيدة بروي حركة الحرف الذي قبله كسرة مثلًا فإنه يحسن أن يلتزم هذه الكسرة قبل الروى، ولكن كثيرًا من الشعراء لا يلتزمون ذلك.