ثالثًا: العروض محذوفة مخبونة، والضرب كذلك محذوف مخبون.
العروض فعِلن أي: فاصلة صغرى، وأصلها فاعلاتن دخل عليها زحاف الحذف فأصبحت فاعلا، ثم حذفت الألف الثانية، أي حذف الثاني الساكن وهذا هو زحاف الخبن فصارت فعلا، ثم حولت إلى فعلن تسهيلاً للنطق، فالعروض بعد ذلك كله صارت محذوفة مخبونة.
والضرب كذلك فعلن ومثاله قول الشاعر:
غير مأسوف على زمنٍ ... ينقضي بالهم والحزنِ
غير مأسو فن على زمنن ... ينقضي بل هممول حزني
فاعلاتن فاعلن فعِلن ... فاعلاتن فاعلن فعِلن
وهذا النوع هو أكثر أنواع المديد شيوعًا بالنسبة لباقي الأنواع.
زحافات هذا البحر
الزحاف الذي يدخل هذا البحر نوعان: أحدهما كثير شائع والثاني قليل نادر.
الأول: الخبن، أي: حذف الثاني الساكن من التفعيلة في الحشو، والحشو في المديد عبارة عن تفعيلتين فقط هما:
فاعلاتن فاعلن.
فتصبح كل واحدة بعد الخبن: فعلاتن فعِلن.