وعنه قال، لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوّبٌ عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلًا رامياً شديد النزْع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثاً، قال: وكان الرجل، يمر معه الجعبة من النبل، فيقول: " انثرها لأبي طلحة". قال ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي لا تُشْرف يُصِبُك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك. رواه البخاري١.
وفي الصحيحين من حديث أبي جُحَيفة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فخرج بلال بوضوئه، فرأيت الناس يبتدرون ذلك الوضوء فمن أصاب منه شيئاً تمسح به ومن لم يصب منه أخذ من بلل يد صاحبه وخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقام الناس فجعلوا يأخذون يده ويمسحون بها وجوههم، فأخذت يده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب من ريح المسك٢.
وعن أنس، قال: لما كان يوم أحد حاص الناس حَيْصة وقالوا: قتل محمد، حتى كثرت الصوارخ في نواحي المدينة. قال: فخرَجت امرأة من الأنصار فاستُقبلت بأخيها وأبيها وزوجها وابنها، لا ادري بأيَّهم استقبلت أولاً، فلما مرَّت على آخرهم قالت: من هذا؟ قالوا: هذا أخوك وأبوك وزوجك وابنك. قالت: فما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون: أمامك، حتى ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه ثم جعلت تقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أبالي إذا سلمتَ من عطبَ.
ذكر عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتهاده:
عن علقمة، قال: سألت عائشة أكان: رسول الله. صلى الله عليه وسلم يخص شيئاً من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمةً وأيكم يطيق ماكان رسول لله. صلى الله عليه وسلم يطيق؟ أخرجاه في الصحيحين٣.
وعن كُريب أن ابن عباس أخبره أنه بات عند خالته ميمونة زوج النبي. صلى الله عليه وسلم قال: فاضطجعت في عرض الوسادة: واضطجع رسول الله. صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها فنام رسول الله. صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعد بقليل، استيقظ رسول الله. صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن
١ صحيح: أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير حديث ٢٩٠٢. باب ٨٠. المجن ومن يترس بترس صاحبه.
٢ صحيح: أخرجه البخاري في كتاب المناقب حديث ٣٥٥٣. باب ٢٣. صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
٣ صحيح: أخرجه البخاري في كتاب الصوم حديث ١٩٨٧. باب ٦٤. هل يخص شيئا من الأيام؟ والترمذي ٢٨٥٦. وقال: هذا حديث حسن صحييح.