وفي آية أخرى: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم} وفيه في حد المحاربين: {ذلك لهم خزي في الدنيا}.
وفيه: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله}.
وفيه في قصة اليهود: {أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة}.
وفي قصة النصارى: {فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة}.
وفيها معنى إثبات الجزاء في هذه الدار، وفيه في قصة اليهود: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}.
وفيه في ذكر قوم نوح: وإنهم أغرقوا لتكذيبهم نوحا، وذكر عاد وثمود، وما بالهم لتكذيبهم هودا وصالحا وذكر فرعون وما ناله وملأه لتكذيبهم موسى، وذكر قوم لوط وما أصابهم لعصيانهم لوطا قد عرفتم.
وإذا تتبع ما في كتابكم من أمثال هذه الآيات كبرت، وفيما تدعون أنه حدود الله تعالى من فعلهم، وقبلهم عقوبة لهم بكفرهم، وسبي ذراريهم ونعيم أموالهم، وجلد الزاني ورجمه وجدل الشارب والقاذف وقطع (يد) السارق وقتل المرتد وتارك الصلاة. وقتل القاتل وجرح الجارح ما ينبي عن وقوع المؤاخذات في الدنيا، وكذلك الكفارات التي يدعون أنها واجبة بالأسباب التي تذكرونها شاهدة عليكم بمثل شهادة الحدود.
وقال نبيكم صلى الله عليه وسلم: (اليمين الغموس يدع الديار بلاقع من أهلها). وفيما يروى أيضا مما جاء: (ما شيء أعجل عقوبة من عقوق الوالدين وقطيعة الرحم، واليمين الفاجرة تمحق البركة، والبيعان أن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وأن كذبا وكتما خفت بركة بيعهما). وقد جاء في منع الزكاة بما يشبه هذا.