وَقَالَ فِي لَامِيَّتِهِ الَّتِي أَوَّلُهَا:
أَلَذُّ وَأَحْلَى مِنْ شُمُولٍ وَشَمْأَلِ ... وَأَلْيَقُ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ
وَيَوْمَ يُنَادِي الْعَالَمِينَ فَيُسْمِعُ ... الْقَصِيَّ كَدَانٍ فِي الْمَقَالِ الْمُطْوِلِ
أَنَا الْمَلِكُ الدَّيَّانُ وَالنَّقْلُ ثَابِتٌ ... فَهَلْ هَاهُنَا يَنْسَاغُ تَأْوِيلُ جُهَّلِ
وَيَنْظُرُهُ أَهْلُ الْبَصَائِرِ فِي غَدٍ ... بِأَبْصَارِهِمْ لَا رَيْبَ فِيهِ لِمُجْتَلِي
كَمَا يَنْظُرُونَ الشَّمْسَ مَا حَالَ دُونَهَا ... سَحَابٌ أَلَا بُعْدًا لِأَهْلِ التَّعَزُّلِ
تَوَحَّدَ فَوْقَ الْعَرْشِ وَالْخَلْقُ دُونَهُ ... وَأَحْكَمَ مَا سِوَاهُ إِحْكَامَ مُكَمَّلِ
وَقَالَ فِي قَصِيدَتِهِ تُحْفَةِ الْمُرِيدِينَ الَّتِي أَوَّلُهَا:
أَسِيرُ وَقَلْبِي فِي رُبَاكَ أَسِيرُ ... فَهَلْ لِيَ مِنْ جَوْرِ الْفِرَاقِ مُجِيرُ
وَأَسْتَجْلِبُ السَّلْوَى وَفِي الْقَلْبِ حَسْرَةٌ ... فَيَرْتَدُّ عَنْكَ الطَّرْفُ وَهْوَ حَسِيرُ
وَمَا ذَاكَ إِلَّا أَنْ فِيكَ لِنَاظِرِي بَدَا ... غُصْنٌ غَضُّ النَّبَاتِ نَضِيرُ
إِذَا مَا تَجَلَّى سَافِرًا فَجَمَالُهُ ... إِلَى الْقَلْبِ مِنْ جَيْشِ الْغَرَامِ سَفِيرُ
إِذَا مَا اجْتَمَعْنَا وَالْتَفَى الشَّمْلُ فَالتُّقَى ... رَقِيبٌ عَلَيْنَا وَالْعَفَافُ غَيُورُ