لَقَدْ صَحَّ إِسْلَامُ الْجُوَيْرِيَةِ الَّتِي ... بِأُصْبُعِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ تُشِيرُ
وَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي قَصِيدَتِهِ الْمَنَامِيَّةِ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ فِي النَّوْمِ مَرَّةً ... فَقَبَّلْتُ فَاهُ الْعَذْبَ تَقْبِيلَ مُشْتَاقِ
وَلَوْ أَنَّنِي أُوتِيتُ رُشْدِيَ نَائِمًا ... لَقَبَّلْتُ مَمْشَاهُ الْكَرِيمَ بِآمَاقِي
فَبَشَّرَنِي مِنْهُ بِأَزْكَى شَهَادَةٍ بِهَا ... جَبْرُ كَسْرِي يَوْمَ فَقْرِي وَإِمْلَاقِي
بِمَوْتٍ سَعِيدٍ فِي كِتَابٍ وَسُنَّةٍ ... فَلَانَتْ لِبُشْرَاهُ شَرَاسَةُ أَخْلَاقِي
وَهَا أَنَا ذَا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ ... مُقِرٌّ لِبُشْرَاهُ بِأَثْبَتِ مِصْدَاقِ
بِأَنِّي عَلَى حُسْنِ اعْتِقَادِ ابْنِ حَنْبَلٍ ... مُقِيمٌ وَإِنْ قَامَ الْعِدَى لِي عَلَى سَاقِ
أُقِرُّ بِأَنَّ اللَّهَ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ ... يُقَدِّرُ آجَالًا وَيَقْضِي بِأَرْزَاقِ
سَمِيعٌ بَصِيرٌ لَيْسَ شَيْءٌ كَمِثْلِهِ ... قَدِيمُ الصِّفَاتِ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الْبَاقِي
أُمِرُّ أَحَادِيثَ الصِّفَاتِ كَمَا أَتَتْ ... أُتَابِعُ فِيهَا كُلَّ أَزْهَرَ سَبَّاقِ
وَلَسْتُ إِلَى التَّشْبِيهِ يَوْمًا بِجَانِحٍ ... وَلَا قَائِلٍ تَأْوِيلَ أَشْدَقَ نَهَّاقِ
وَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي قَصِيدَتِهِ اللَّامِيَّةِ الَّتِي نَظَمَ فِيهَا اعْتِقَادَ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوَّلُهَا:
أَيَشْعُرُ حِزْبُ الْجَهْمِ ذَاكَ الْمُضَلِّلِ ... بِأَنِّيَ حَرْبٌ لِلْعِدَى غَيْرُ أَنْكَلِ
تَشُنُّ عَلَيْهِمْ غَيْرَتِي وَحَمِيَّتِي ... لِدِينِ الْهُدَى غَارَاتِ أَشْوَسَ مُقْبِلِ
لَوَقْعُ قَرِيضِي فِي صَمِيمِ قُلُوبِهِمْ ... أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ سِنَانٍ وَمُنْصَلِ