ابن خالويه بالحجة؟ ولم لم يذكر في كتب الرواة على حين ذكروا أن له كتبا في القراءات؟
أقول: قد يرجع ذلك إلى أن الكتاب في القراءات فاستغنوا بذكرها عن كلمة:
«الحجّة»، مع أن تسمية الكتاب بالحجّة تسمية لا غبار عليها، فهو في الاحتجاج بالقراءات، ودائما في كل مسألة يكرّر هذه العبارة: والحجة لمن قرأ الخ.
هذا تعليل، وتعليل آخر، وهو أن حجة أبي علي الفارسي غطت شهرتها على حجة ابن خالويه، فاحتفظوا للفارسي بهذه التسمية لإيمانهم بأقسيته، وعللها واكتفوا بذكر القراءات لابن خالويه.
٢ - وما لي أذهب بعيدا. وقد قدمت في إنتاجه العلمي، أن لابن خالويه كتبا عديدة لم ترد في كتب الطبقات التي بين أيدينا، ككتاب معجم الأدباء، والإنباه، والبغية، مع أن ابن خالويه أشار إلى بعضها كإشارته إلى أن له كتابا في أسماء الله الحسنى، وذلك في كتابه «إعراب ثلاثين سورة» «١».
٣ - التسمية بالحجّة من عمل المتأخرين:
ولعل التسمية بالحجة جاءت متأخرة عن تأليف كتاب الحجة، وحتى كتاب الحجة للفارسي لم يقدمه أبو علي لعضد الدولة باسم الحجة، وإنما قدّمه بهذه العبارة:
«فإن هذا كتاب تذكر فيه وجوه قراءات القراء الذين ثبتت قراءاتهم في كتاب أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد» «٢».
وابن خالويه لم يشر في مقدمته إلى هذه التسمية، وإن أشار إلى أن كتابه في الاحتجاج.
يقول: «إنّي تدبّرت قراءة الأئمة السبعة من أهل الأمصار الخمسة المعروفين بصحة النقل، وإتقان الحفظ، المأمونين على تأدية الرواية ... إلى أن يقول: وأنا بعون الله ذاكر من كتابي هذا ما احتجّ به أهل صناعة النحو لهم في معاني اختلافهم» «٣».
ولما كان كتاب أبي عليّ في الاحتجاج سمّي بالحجة. وكذلك كانت أنسب تسمية لكتاب ابن خالويه هي «الحجة» لأنه في الاحتجاج من ناحية، ولأن عبارته في المقدّمة تستوجب هذه التسمية من ناحية أخرى.
(١) انظر ص ١٩
(٢) مقدمة الحجة للفارسي، نسخة مصورة رقم ٤٦٢ - قراءات دار الكتب.
(٣) مقدمة الحجة لابن خالويه: ٦٢