وفي كتابه: (إعراب ثلاثين سورة) يؤكد هذه الظاهرة فيقول: «إني قد تحريت في هذا الكتاب الاختصار والإيجاز ما وجدت إليه سبيلا ليعم الانتفاع به، ويسهل حفظه على من أراده» «١».
ب- ومن الظواهر: إذا تحدّث عن مسألة، وحرّر القول فيها، ثم عرضت مسألة أخرى تشبهها لا يعيد القول فيها، وإنما يحيل إليه. وهذه الظاهرة واضحة في الحجة، وفي كتابه «القراءات» المخطوط بالجامعة العربية، وفي «إعراب ثلاثين سورة».
ج- الإكثار في هذه الكتب من النقل عن ابن مجاهد وابن الأنباري، وغيرهما من الأعلام الذين سبقوه.
٦ - ومن أدلة التوثيق أن الأعلام الذين سجلهم ابن خالويه في كتابه كانوا أسبق منه زمنا مما يدل على أن الكتاب نسبته إليه أصيلة.
٧ - ومن الأدلة تقارب بعض النصوص في مؤلفات ابن خالويه مع بعض نصوص الحجة، ولا أبالغ إذا قلت: إن هناك نصوصا بأسلوبها وكلماتها في هذه المؤلفات هي بعينها في كتاب الحجة، وإليك الدليل:
من كتاب القراءات:
أ- ففي كتاب القراءات المخطوط بالجامعة العربية رقم ٥٢ قراءات، والمنسوب إلى ابن خالويه ورد ما نصه:
«أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ» «٢» قرأ ابن عامر: «أأذهبتم» بهمزتين: الأولى ألف توبيخ بلفظ الاستفهام، ولا يكون في القرآن استفهام، لأن الاستفهام استعلام ما لا يعلم، والله تعالى يعلم الأشياء قبل كونها. فإذا ورد عليك لفظ من ذلك فلا يخلو من أن يكون توبيخا، أو تقريرا أو تعجّبا، أو تسوية، أو إيجابا، أو أمرا.
فالتوبيخ: «أأذهبتم»، والتقرير: «أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ». والتعجب: «مَا الْقارِعَةُ» «مَا الْحَاقَّةُ؟» و «كَيْفَ تَكْفُرُونَ؟» والتسوية: «سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ»، والإيجاب:
«أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها» والأمر: «أَأَسْلَمْتُمْ». معناه: أسلموا «٣».
(١) إعراب ثلاثين سورة: ١٤.
(٢) الأحقاف: ٢٠.
(٣) القراءات: نسخة مصورة ميكروفيلم رقم ٥٢ قراءات: الجامعة العربية.