قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ.
(978) سبب نزولها أن رجالاً من ثقيف أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقالوا يا محمد: كيف تكون الجبال يوم القيامة؟ فنزلت هذه الآية، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
قوله تعالى: فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً قال المفسرون: النسف: التذرية. والمعنى: يصيِّرها رِمالاً تسيل سيلاً، ثم يصيِّرها كالصوف المنفوش، تطيِّرها الرياح فتستأصلها فَيَذَرُها أي: يدَع أماكنها من الأرض إِذا نسفها قاعاً قال ابن قتيبة القاع من الأرض: المستوي الذي يعلوه الماء، والصفصف:
المستوي أيضاً، يريد: أنه لا نبت فيها.
قوله تعالى: لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً في ذلك ثلاثة أقوال: أحدها: أن المراد بالعِوَج:
الأودية، وبالأمَتْ: الرَّوابي، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وكذلك قال مجاهد: العِوَج:
الانخفاض، والأمَتْ: الارتفاع، وهذا مذهب الحسن. وقال ابن قتيبة: الأمَتْ: النَّبَك. والثاني: أن العِوَج: المَيْل، والأَمْت: الأثَرَ مثل الشِّراك، رواه العوفي عن ابن عباس. والثالث: أن العِوَج: الصدع، والأَمْت: الأَكَمة.
قوله تعالى: يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ قال الفراء: أي يتَّبعون صوت الداعي للحشر، لا عِوَج لهم عن دعائه: لا يقدرون أن لا يتَّبِعوا. قوله تعالى: وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ أي: سكنت وخفيت فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً وفيه ثلاثة أقوال: أَحدها: وطْء الأقدام، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال الحسن، وسعيد بن جبير، وعكرمة ومجاهد في رواية، واختاره الفراء، والزجاج. والثاني: تحريك الشفاه بغير نطق، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس. والثالث: الكلام الخفيّ، روي عن مجاهد. وقال أبو عبيدة:
الصوت الخفيّ.
قوله تعالى: يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ يعني لا تنفع أحداً إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ أي: إِلا شفاعة من أَذِن له الرحمن، أي: أَذِن أن يُشْفَع له وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا أي: ورضي للمشفوع فيه قولاً، وهو الذي كان في الدنيا من أهل «لا إِله إِلا الله» . يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ الكناية راجعة إِلى الذين يتَّبعون الداعي. وقد شرحنا هذه الآية في سورة البقرة «1» وفي هاء «به» قولان: أحدهما: أنها ترجع إِلى الله تعالى، قاله مقاتل. والثاني: إِلى «ما بين أيديهم وما خلفهم» ، قاله ابن السائب.
قوله تعالى: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ قال الزجاج: «عَنَتْ» في اللغة: خضعت، يقال: عنا يعنو: إذا