وقوله: اقْرَأْ كِتابَكَ 14 : فيها- والله أعلم- (يُقال) مضمرة. مثل قوله (وَيَوْمَ تَقُومُ «1» السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ) ومثل قوله (فَأَمَّا الَّذِينَ «2» اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ) المعنى- والله أعلم-:
فيقال: أكفرتم.
وقوله: أَمَرْنا مُتْرَفِيها
16 قرأ الأعمش 99 اوعاصم ورجال من أهل المدينة (أَمَرْنا)
خفيفة حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ حَدَّثَنِي سفيان بن عيينة عن حميد الأعرج عن مجاهد (أَمَرْنا)
خفيفة.
وفسّر بعضهم (أَمَرْنا مُتْرَفِيها)
بالطاعة (فَفَسَقُوا)
أي إن المترف إذا أُمر بالطاعة خالفَ إلى الفسوق «3» .
وَفِي قراءة أُبي بن كعب (بعثنا فيها أكابر مجرميها) وقرأ الْحَسَن (آمرَنا) وروى عَنْهُ (أمِرنا) ولا ندري أنّها حُفظت عَنْهُ لأنا «4» لا نعرف معناها هاهنا. ومعنى (آمرنا) بالمد: أكثرنا. وقرأ أَبُو العالية الرياحي (أمَّرنا مُتْرفيها) وهو موافق لتفسير ابن عباس، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ: سلَّطْنَا رؤساءها ففسقوا فيها.
قوله: كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً 14 وكل ما فِي القرآن من قوله (وَكَفى بِرَبِّكَ) (وَكَفى بِاللَّهِ) و (كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ) فلو ألقيت الباء كَانَ الحرف مرفوعًا كما قَالَ الشاعر «5» :
ويُخبرني عَن غائب الْمَرْء هَدْيُه
... كَفَى الْهَدْيُ عَمَّا غَيَّب المرءُ مُخْبِرا
وإنّما يَجوز دخول الباء فِي المرفوع إذا كَانَ يُمدح بِهِ صاحبه ألا ترى أنك تَقُولُ: كفاكَ بِهِ ونَهاكَ بِهِ وأكرم بِهِ رجلًا، وبئس بِهِ رجلًا، ونعم بِهِ رجلًا، وطاب بطعامك طعامًا، وجادَ بثوبك ثوبًا. ولو لَمْ يكن مدحًا أو ذمًا لَمْ يجز دخولها ألا ترى أن الَّذِي يقول: قامَ أخوكَ أو قعد أخوك