سَلْ عَمَّ شئت، وكما: قَالَ (فَناظِرَةٌ «1» بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) وقد أتَمَّها الشاعر وهي استفهام فقال:
إنا قتلنا بقتلانا سَراتكم
... أهلَ اللِّوَاءِ ففِيما يُكثَر الْقِيلُ «2»
وقوله: إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً 29 نصبتها القراء، إلا أبا جَعْفَر، فإنه رفعها، عَلَى ألا يُضمِر فِي (كانت) اسمًا. والنصب إِذَا أضمْرت فيها كما تَقُولُ: اذهب فليس إلا الله الواحد القهار والواحد القهار، عَلَى هَذَا التفسير، وسمعتُ بعض العرب يقول لرجل يصفه بالخِبّ «3» : لو لَمْ يكن إلا ظِلَّة لَخَاب «4» ظِلُّه. والرفع والنصب جائزان. وقد قرأت القراء (إِلَّا أَنْ تَكُونَ «5» تِجارَةً حاضِرَةً) بالرفع والنصب. وهذا من ذَاكَ.
وقوله (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) وَفِي قراءة عبد الله (إن كانت إلَّا زَقْيَةً) والزَقْيَة والزَقْوة لغتان. يقال زَقَيت وَزَقوت. وأنشدني بعضهم وهو يذكر امرأة:
تلد غلامًا عَارِمًا يؤذيكِ
... ولو زَقَوت كَزُقاء الدّيك
وقوله: يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ 30 المعنى: يا لَهَا حسرةً عَلَى العباد. وقرأ بعضهم (يا حسرة العباد) والمعنى فِي العربية واحد. والله أعلم. والعرب إِذَا دعت نكرة موصولة بشيء آثرت النصب، يقولون: يا رجلًا كريمًا أقبل، ويا راكبًا عَلَى البعير أقبل. فإذا أفردوا رفعوا أكثر/ 156 ب مما ينصبون. أنشدني بعضهم:
يا سيّدا ما أنت من سَيِّدٍ
... موطّأ الأعقابِ رَحْبِ الذراع
قوّال معروف وفعّاله
... نَحّار أُمَّات الرِّبَاع الرِّتَاع «6»