وكانت أيضاً قريظة والنضير عدت إحدى الطائفتين، وقهرت الأخرى قبل مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاصطلحوا على أنه ما قتلت العزيزة من الذليلة من قتيل فديته خمسون وسقاً (١)، وما قتلت الذليلة من العزيزة فديته مائة وسق (٢).

(١) قال ابن الأثير: الوَسْق بالفتح: ستون صاعاً، وهو ثلاثمائة وعشرون رطلاً عند أهل الحجاز، وأربعمائة وثمانون رطلاً عند أهل العراق على اختلافهم في مقدار الصاع والمد، والأصل في الوسق الحِمْل، وكل شيء وسَقْتَه فقد حَمَلْته، والوَسَق أيضاً ضَمُّ الشيء إلى الشيء. النهاية في غريب الحديث: ٥/ ١٨٤.
(٢) هذا هو القول الثاني في سبب نزول هذه الآيات، وأنها نزلت في بني قريظة والنضير، وهذا مروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - من طريقين، الأول: عن سماك عن عكرمة عنه: سنن أبي داود: ٤/ ١٦٨ باب النفس بالنفس كتاب الديات، سنن النسائي: ٨/ ٣٨٦ تأويل قول الله تعالى (وإن حكمت فاحكم بينهم) كتاب القسامة، تفسير الطبري: ٦/ ٢٤٣، شرح مشكل الآثار: ١١/ ٣١٦، تفسير ابن أبي حاتم: ٤/ ١١٣٦، صحيح ابن حبان: ١١/ ٤٤٢، سنن الدارقطني: ٣/ ١٩٨ كتاب الحدود حديث: ٣٤٤، المستدرك: ٤/ ٤٠٧ كتاب الحدود، وصحح ووافقه الذهبي، سنن البيهقي: ٨/ ٢٤ إيجاب القصاص في العمد كتاب الجنايات.
الطريق الثاني: عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس. سنن أبي داود: ٣/ ٢٩٩ باب في القاضي يخطئ كتاب الأقضية، مسند أحمد: ١/ ٢٤٦، المعجم الكبير: ١٠/ ٣٠٢.
قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف، وقد وثق، وبقية رجال أحمد ثقات. ... مجمع الزوائد: ٧/ ١٦.
وهذا السبب أيضاً مروي عن: الشعبي. تفسير الطبري: ٦/ ٢٣١، تفسير ابن أبي حاتم: ٣/ ٨٢٢.

ومروي أيضاً عن ابن زيد، وعبد الله ابن كثير. تفسير الطبري: ٦/ ٢٤٢، ٢٤٣.