قال الله عز وجل: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} إلى قوله: {فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} (١).

المعنى في هذه الآية على ما تصرف من أقاويل المفسرين، وما يذهب إليه مالك: أن للرجل الحجر على المرأة في نفسها ومالها، وأنه ليس لها أن تفتات (٢) عليه بشيء تفعله في نفسها دون إذنه، إلا في الفرائض التي فرض الله عليها، فلا طاعة له عليها في أداء الفرائض من: الصلوات الخمس، وإخراج الزكاة، وحج البيت، وصوم شهر رمضان، وما عدا ذلك من الطاعات المتطوع بها (٣). فإن قيل في الحج: إنها تحتاج إلى محرم؛ لنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تسافر إلا مع محرم (٤). قيل: نهيت المرأة أن تصوم إلا بإذن زوجها (٥)،

(١) سورة النساء: الآية ٣٤
(٢) الافتيات: افتعال من الفوت، وهو السبق إلى الشيء دون الائتمار. مقاييس اللغة: ٨٠٠.
(٣) كذا في الأصل، ولعل الصواب: وما عدا ذلك من الطاعات المفروضة، أو يكون هناك سقط في الكلام تقديره: وما عدا ذلك من الطاعات المتطوع بها فيجب عليها طاعته في عدم أداءها.
(٤) روى البخاري في صحيحه: ٢/ ٦٥٨ باب حج النساء كتاب الإحصا وجزاء الصيد عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم. ورواه مسلم في صحيحه: ٢/ ٩٧٨ كتاب الحج حديث: ٤٢٤.
(٥) روى البخاري في صحيحه: ٥/ ١٩٩٣ باب صوم المرأة بإذن زوجها تطوعاً كتاب النكاح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه. ورواه مسلم في صحيحه: ٢/ ٧١١ كتاب الزكاة ... حديث: ٨٤.

* لوحة: ٩٤/أ.