وقصيدةِ قد بِتُّ أجْمَعُ بَينها
... حتى أُقوِّمَ ميلَها وسِنادَها
نظرَ المُثَقِّفُ في كعوبِ قنَاتِهِ
... حتى يُقيمَ ثِقَافهُ مُنْآدَها
كعب بن زهير من لطويل:
فَمَنْ للقوافي شَانَها مَن يَحُوكُها
... إذا ما تَوى كَعْبٌ وفوَّزَ جَرْوَلُ
يُقَوِّمُها حتى تَلِينَ مُتُونُها
... فَيقْصُرُ عنها كلُّ ما يُتَمثَّلُ
بشار من الطويل:
عَمِيتُ جَنِيناً والذكاءُ مِنَ العَمَى
... فجئتُ عجيبَ الظَّنِّ لِلْعِلْم مَوئِلا
وغاضَ ضياءُ العين لِِلْعِلْم رافداً
... لِقَلْبٍ إذا ما ضَيِّع الناسُ حَصِّلا
وشعر كنَورِ الروْضِ لاءمْتُ بَيْنَهُ
... بقولٍ إذا ما أحزنَ الشعرُ أَسْهَلا
وله من المنسرح:
زَوْرُ ملوكٍ عليه أُبَّهةٌ
... يُغرَفُ مِن شِعْره ومن خُطَبِهُ
للهِ ما راحَ في جوانحِهِ
... مِن لؤلؤٍ لا يُنَامُ عن طَلَبهْ
يَخرجُ مِن فيهِ للنديِّ كما
... يَخْرجُ ضوءُ النهارِ من لَهَبِهْ
أبو شريح العمير من الوافر:
فإنْ أَهلِكْ فقد أَبقَيْتُ بَعْدي
... قوافيَ تُعْجِبُ المتمثِّلينا
لَذِيذاتِ المَقَاطعِ محْكَماتٍ
... لوَ أنَّ الشِّعْرَ يُلبَسُ لارتُدِينا
الفرزدق من الوافر:
بَلغْنَ الشمسَ حين تكون شَرْقا
... ومسقَطَ قَرنِها من حيثُ غابا
بِكلِّ ثنِيَّةٍ وبكلِّ ثَغرٍ
... غرائبهُنَّ تَنتَسِبُ انْتِسابا
ابن ميادة من الطويل:
فَجَرْنا ينابيعَ الكَلامِ وبَحْرَهُ
... فأصْبَحَ فيه ذو الروايةِ يَسْبَحُ
وما الشعرُ إلا شعرُ قيسٍ وخِنْدِفٍ
... وشِعْرُ سواهُمْ كُلْفَةٌ وتَملُّحُ
وقال عقالُ بن هشام القَيْنيّ يرَدُّ عليه من الطويل:
ألاَ بلّغِ الرَّمَّاحَ نقضَ مقالةٍ
... بها خَطِل الرَّمَّاحُ أوكان يَمْزَحُ
لقد خَرَّقَ الحيُّ اليمانون قَبْلَهم
... بُحورَ الكلام تُسْتقَى وهي طفَّحُ
وهم عَلَّموا مَنْ بَعْدَهُمْ فتعلَّموا
... وهم أَعْرَبوا هذا الكَلامَ وأَوْضَحوا
فلِلسَّابقينَ الفضْلُ لا تَجْحدونه
... وليس لِمَسْبوقٍ عليهمْ تَبَجُّحُ
أبو تمام من الطويل:
كَشَفْتُ قِناعَ الشّعرِ عن حُرِّ وجْهِهِ
... وطيَّرتُه عن وَكْرهِ وهو واقِعُ