المعنى المقصود بذلك، وذلك أنّ العَاصِمَ والمَعْصُومَ يتلازمان، فأيّهما حصل حصل معه الآخر. قال: ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ
غافر/ 33 ، والاعْتِصَامُ: التّمسّك بالشيء، قال: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً
آل عمران/ 103 ، وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ
آل عمران/ 101 ، واسْتَعْصَمَ: استمسك، كأنّه طلب ما يَعْتَصِمُ به من ركوب الفاحشة، قال:
فَاسْتَعْصَمَ
يوسف/ 32 ، أي: تحرّى ما يَعْصِمُهُ، وقوله: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ
الممتحنة/ 10 ، والعِصَامُ: ما يُعْصَمُ به. أي:
يشدّ، وعِصْمَةُ الأنبياءِ: حِفْظُهُ إيّاهم أوّلا بما خصّهم به من صفاء الجوهر، ثم بما أولاهم من الفضائل الجسميّة، ثمّ بالنّصرة وبتثبّت أقدامهم، ثمّ بإنزال السّكينة عليهم وبحفظ قلوبهم وبالتّوفيق، قال تعالى: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
المائدة/ 67 . والعِصْمَةُ: شِبْهُ السِّوَارِ، والمِعْصَمُ: موضعها من اليد، وقيل للبياض بالرّسغ: عِصْمَةٌ تشبيها بالسّوار، وذلك كتسمية البياض بالرّجل تحجيلا، وعلى هذا قيل: غراب أَعْصَمُ.
عصاالعَصَا أصله من الواو، لقولهم في تثنيته:
عَصَوَانِ، ويقال في جمعه: عِصِيٌّ. وعَصَوْتُهُ:
ضربته بالعَصَا، وعَصَيْتُ بالسّيف. قال تعالى:
وَأَلْقِ عَصاكَ
النمل/ 10 ، فَأَلْقى عَصاهُ
الأعراف/ 107 ، قالَ هِيَ عَصايَ
طه/ 18 ، فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ
الشعراء/ 44 . ويقال: ألقى فلانٌ عَصَاهُ: إذا نزل، تصوّرا بحال من عاد من سفره، قال الشاعر:
321-
فألقت عَصَاهَا واستقرّت بها النّوى
«1» وعَصَى عِصْيَاناً: إذا خرج عن الطاعة، وأصله أن يتمنّع بِعَصَاهُ. قال تعالى: وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ طه/ 121 ، وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
النساء/ 14 ، آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ
يونس/ 91 . ويقال فيمن فارق الجماعة: فلان شقّ العَصَا «2» .
عضالعَضُّ: أَزْمٌ بالأسنان. قال تعالى: عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ
آل عمران/ 119 ، وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ
الفرقان/ 27 ، وذلك عبارة عن النّدم لما جرى به عادة الناس أن يفعلوه عند