وقوله: {أُولَئِكَ} مبتدأ، وهو إشارة إلى المتخذين دينهم لعبًا ولهوًا، وخبره: {الَّذِينَ أُبْسِلُوا}.
وقولِه: {لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ} خبر بعد خبر، أو حال من الضمير في {أُبْسِلُوا}. ولك أن تجعل {لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ} الخبر، و {الَّذِينَ} بدلًا من {أُولَئِكَ}. والحميم: الحار الذي قد انتهى حرّه (1).
{قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا} (ما) تحتمل أن تكون موصولة وما بعدها صلتها، وأن تكون موصوفة وما بعدها صفتها، وهي في كلا التقديرين نصب بندعو. وفي (ندعو) وجهان:
أحدهما: بمعنى أنعبد، أي: أنعبد من دون الله الضار النافع ما لا يملك لنا نفعًا ولا ضرًا؟
والثاني: أنه على أصله وهو الدعاء، كأنه قيل: أنطلب النفع والضر مما لا يقدر عليهما؟ !
و{مِنْ دُونِ اللَّهِ}: متعلق بـ {أَنَدْعُوا}، ولا يجوز أن يكون حالًا من المستكن في {يَنْفَعُنَا}، ولا متعلقًا بقوله: {يَنْفَعُنَا} لتقدمه على الموصول أو الموصوف، والصلة لا تعمل فيما قبل الموصول، وكذلك الصفة لا تعمل فيما قبل الموصوف.
وقوله: {وَنُرَدُّ} عطف على قوله: {أَنَدْعُوا}.