و {عَلَى أَعْقَابِنَا}: يحتمل أن يكون متعلقًا بـ {وَنُرَدُّ}، وأن يكون في موضع نصب على الحال من المستكن في {وَنُرَدَّ}، أي: وننكص منقلبين إلى الشرك راجعين إليه بعد إذ أنقذنا الله منه وهدانا للإِسلام، وأصله من العاقبة والعقبى، وهو ما كان تاليًا للشيء، وواحد الأعقاب: عقب، وهي مؤنثة بشهادة قولهم: عُقَيْبةٌ في تصغيرها.
وقوله: {كَالَّذِي} محل الكاف النصب إما على الحال من المستكن في {وَنُرَدُّ}، أي: ونرد مشبهين من استهوته مردة الجنّ والغيلان على ما فسر (1)، أي: هوت به وأذهبته. قيل: هو استفعال من هَوَى في الأرض، إذا ذهب فيها، كأن معناه: طلبتُ هُوِيَّه وحَرَصَتُ عليه، أو على أنَّه نعت لمصدر محذوف، أي: ردًّا مثل رد من استهوته الشياطين.
والكلام في استهوته واستهواه، كالكلام في (توفته) و (توفاه) (2).
و{فِي الْأَرْضِ}: فيه وجهان:
أحدهما: متعلق باستهوته وهو الجيد.
والثاني: حال إما من الهاء في {اسْتَهْوَتْهُ}، أو من المنوي في {حَيْرَانَ}.
و{حَيْرَانَ}: منصوب على الحال من الهاء في {اسْتَهْوَتْهُ}، أو من المستكن في الظرف إن جعلته حالًا، أو من الذي، أي: تائهًا ضالًا عن السبيل لا يدري كيف يصنع؟
والحيران: الذي يتردد في الأمر، فلا يهتدي إلى مخرج منه، وهو لا ينصرف؛ لأنه فعلان ومؤنثه فعلى، كسكران وسكرى.