ليقع الابتداء بها، فقيل: اضرب، اقعد وما أشبه ذلك (1).
فإن ألحقتَ المخاطبَ المأمور اللامَ، لكنتَ مستعملًا لما هو كالمرفوض، وإن كان الأصل والقياس (2).
وعنه أيضًا - صلى الله عليه وسلم -: "لِتأخذوا مَصَافَّكُم" قالها في بعض الغزوات (3).
وفي قراءة أُبي - رضي الله عنه -: (فافرحوا) (4)، هو راجع إلى ذلك.
قيل: فإن قيل: ولم كان أمر الحاضر أكثر حتى دعت الحال إلى تخفيفه لكثرته؟ قيل: لأن الغائب بعيد عنك، فإن أردت أن تأمره احتجت إلى أن تأمر الحاضر ليؤدي إليه أنك تأمره، فتقول: يا زيد قل لعمرو: قم، ويا محمد قل لجعفر: اذهب، فلا تصل إلى أمر الغائب إلا بعد أن تأمر الحاضر أن يؤدي إليه أمرك إياه.
والحاضر لا يحتاج إلى ذلك؛ لأن خطابك إياه قد أغنى عن تكليفك غيره أن يتحمل إليه أمرك له.
ويدلك على تمكن أمر الحاضر أنك لا تأمر الغائب بالأسماء المسمى بها الفعل في الأمر نحو: صه، ومَه، ودونك، وعندك وما أشبه هذا.
لا تقول: دونه زيدًا، ولا عليه جعفرًا، كما تقول: دونك وعليك عمروًا.
وقد شذ حرف من ذلك فقالوا: عليه رجلًا ليسَني، قاله أبو الفتح، ثم