و (عَسَينَ أن يكُنَّ) (1) على أنها ذات خبر، كقوله: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} (2).
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)}:
قوله عز وجل: {أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} انتصاب قوله: {مَيْتًا} على الحال إما من اللحم، أو من الأخ.
وقوله: {فَكَرِهْتُمُوهُ} عطف على محذوف تقديره: بل عافته نفوسكم فكرهتموه، والكناية عن الأكل يدل عليه {أَنْ يَأْكُلَ}، وقيل: عن اللحم، وقيل: عن الاغتياب، أي: فكرهتم أن تُغتابوا أنتم فلا تَغتابوا غيركم.
و{شُعُوبًا}: مفعول ثان، لأن الجعل بمعنى التصيير، والشعوب رؤوس القبائل وجمهورها، واحدها: شَعْب بفتح الشين وسكون العين، وسموا شَعْبًا لتشعبهم، وهو الاجتماع، وهو في الأصل مصدر قولك: شَعَبْتُ الشَّيءَ أَشعَبُهُ شَعْبًا، إذا جمعتَهُ أو فرقتَهُ، وهو من الأضداد. وقيل: سميت الشعوب لأن القبائل تشعبت منها (3).
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}:
قوله عز وجل: {لِتَعَارَفُوا} من صلة الجعل، والمعنى: أن الحكمة التي من أجلها رتبكم على شعوب وقبائل هي أن يعرف بعضكم نسب بعض فلا