{وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250)}.
قوله عز وجل: {لِجَالُوتَ} اللام يحتمل أن يتعلق بقوله: {بَرَزُوا}، وأن يتعلق بمحذوف على أن تجعله في موضع نصب على الحال، أي: برزوا قاصدين له.
{فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)}.
قوله عز وجل: {وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ} المنوي في {يَشَاءُ} يجوز أن يكون لداود - عليه السلام -، وأن يكون لله تعالى.
قوله: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ}: (دفع الله) في موضع رفع بالابتداء، وخبره محذوف، أي: هناك، والمصدر مضاف إلى الفاعل. و {النَّاسَ} نصب بالدفع. {بَعْضَهُمْ}: بدل من {النَّاسَ}، وهو بدل بعض من كل، {بِبَعْضٍ}: في موضع المفعول الثاني للدفع.
وقرئ: (دَفْعُ الله) بفتح الدال من غير ألف، وهو مصدر دَفَعَ، و (دِفاع الله) بكسر الدال مع الألف (1). وهو يحتمل أن يكون مصدر دافع، كقاتل قتالًا في معنى دفع، كعاقبت اللص، وفي التنزيل: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ} (2)، وأن يكون مصدر دفع، ككتب كتابًا، وحسب حسابًا.
{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)}.