مقدار فتيل، أو أدنى شيء، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (1).
وقرئ: {وَلَا تُظْلَمُونَ} بالتاء النقط من فوقه لقوله: {أَيْنَ مَا تَكُونُوا} (2)، وبالياء النقط من تحته (3)، لقوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ
... } الآية.
{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} أي: في أي مكان كنتم، و {أَيْنَمَا} ظرف مكان فيه معنى الاستفهام ومعنى الشرط، ودخول (ما) فيه لمعنى الشرط، و {تَكُونُوا} جزم بالشرط.
والجمهور على جزم {يُدْرِكْكُمُ} على جواب الشرط، وقرئ: بالرفع (4) على إرادة الفاء، كأنه قال فيدرككم الموت. كقوله:
162 - مَنْ يَفْعَلِ الحَسَناتِ اللَّهُ يَشْكُرُها
... ...................... (5)
أي: فالله يشكرها، وهو بعيد - أعني الرفع - وكلام الله منه بريء.
الزمخشري: ويجوز أن يقال: حُملَ على ما يقع موقع {أَيْنَمَا تَكُونُوا}، وهو أينما كنتم، كما حُمِل: (وَلَا ناعب) على ما يَقَعُ موقِعَ (ليسوا