وأخيرا صدر كتاب في مبهمات القرآن من باكستان للدكتور عبد الجواد خلف سمّاه: «الياقوت والمرجان في تفسير مبهمات القرآن» والذي اطلعت عليه من هذا الكتاب الجزء الأول فقط، وذكر الدكتور خلف أنه يقع في ثمانية أجزاء ستصدر تباعا.
وجاء في مقدمة كتابه (١): (بعد الاستقراء والبحث عن تاريخ تدوين هذا العلم، وأفراده بالتصنيف في كتب مستقلة، وجدت أن جميع ما كتب فيه في كل تاريخ الإسلام ستة مؤلفات لخمسة من العلماء صنّفت كلها ما بين القرنين السادس والثامن الهجريين) (٢).
والغريب أنه ذكر مفحمات الأقران للحافظ السيوطي، الذي عاش في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري وأوائل القرن العاشر.
ثم قال: (ويأتي كتابي هذا - الذي بين يديك الجزء الأول منه - كسابع كتاب ألّف في هذا الفن).
وفي هذه الدعوى نظر، يعلم مما قررته سابقا، فقد بلغ عدد ما وقفت عليه من المؤلفات في مبهمات القرآن أحد عشر كتابا وقد يوجد غيرها، والله أعلم.
المبحث الثاني
في دراسة كتاب صلة الجمع والباعث على تأليفه
المطلب الأول: الباعث إلى تأليفه
أشار المؤلف - رحمه الله - في مقدمة الكتاب إلى الأمور التي دفعته إلى تأليف كتاب صلة الجمع وهي:
١ - ذكر اهتمامه بالقرآن الذي صوره بعكوفه على النظر فيه والبحث عن أسراره منذ صغره.
٢ - محاكاة الأدباء الذين يتدارسون علم ما أبهم من أسماء الشعراء ويتنافسون في ذكر طبقاتهم وأخبارهم للأمراء فخاض المؤلف هذا المجال اعتقادا منه أن في دراسة القرآن وبيان مبهماته فيه البركة والفضل والشرف.
(١) الياقوت والمرجان: ١٢.