٣ - اقتداؤه بمن تقدمه ممن كتب في هذا الفن، يستنير به في مؤلفه ويثني عليهم بما استحقوا من فضل السّبق وبالعناية فيما قعدت عنه همّة غيرهم.
٤ - استدراك ما فات ابن عسكر على السهيلي بأسلوب العالم المتواضع وأدب المؤمن العامل.
المطلب الثاني: في منهجه
استهل المؤلف الكتاب بمقدمة موجزة سهلة العبارة والأسلوب بيّن فيها الباعث على تأليفه هذا الكتاب، وأثنى على من سبقه إلى التأليف في هذا الفن.
ثم ذكر فيها الرموز التي استخدمها في كتابه، فجعل علامة (سه) للسّهيليّ، وعلامة (عس) لابن عسكر وعلامة (عط) لابن عطية، وهو: عبد الحق بن غالب ابن عطية المحاربي المتوفى سنة (٥٤٦ هـ)، وعلامة (مخ) للزّمخشريّ، وهو محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزّمخشري المتوفى سنة (٥٣٨ هـ) وجعل علامة (سي) لما زاده على السهيلي وابن عسكر.
وفي ضوء مراجعتي لكتابه ودراستي له أمكنني حصر ملامح منهجه فيما يأتي:
أولا: منهجه في الكتاب
بدأ البلنسي - رحمه الله - بعد مقدمته ببيان المبهم في النّصوص القرآنية مرتبة حسب ورودها في المصحف، مبتدئا بسورة الفاتحة، ناقلا عن السّهيلي وابن عسكر، ثم يزيد عليهما ما فاتهما من الآيات المبهمة وبيانها، أما إذا نقل عنهما فإنه لا يتبع طريقة واحدة، فتارة يكتفي بالنقل المجرد وتارة يزيد عليهما أقوالا أخرى، دون ترجيح في الغالب (١).
وقد بلغ عدد النّصوص التي كانت فيها إضافات وزيادات سبعة ومائة نصا في القسم الأول من الكتاب.
(١) انظر - مثلا - ما أورده من أقوال في بيان المراد بِالْغَيْبِ من قوله تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (البقرة: ٣)، وما ذكره من أقوال في قوله تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها (البقرة: ٣١).