قال: وسمعت عبد الله يقول: ما في القرآن أكثر وأكبر تفويضاً من آية
في سورة النساء القصري: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) .
قال: صدقت.
قال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن
محمد بن المنكدر وصفوان بن سليم قالا: التقى ابن عباس وعبد الله بن عمرو، رضي الله عنهم، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: أي آية في كتاب الله أرجى؟ فقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: قول الله تبارك وتعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ) .
فقال ابن عباس: لكن قول الله تبارك وتعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) .
قال ابن عباس: فرضي منه بقوله: بلى.
قال: فهذا لما يعترض في الصدر فيما يوسوس به الشيطان.
وروى أبو الشيخ والبيهقي، عن العباس بن عبد المطلب رضي الله
عنه قال: كنا جلوساً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة، فهاجت ريح، فوقع ما كان فيها من ورق نخر وبقي ما كان من ورق أخضر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: